وأعجب من ذلك ما رويت عن أبي حنيفة إن صدقت عنه روايتك أنه ذهب في الرؤية إلى أن يروا لآياته وأفعاله وأموره فيجوز أن يقال رآه وهذا أيضا من حجج الصبيان لما أن آياته وأموره وأفعاله مرئية منظور إليها في الدنيا كل يوم وساعة فما معنى توقيتها وتحديدها وتفسيرها يوم القيامة من أنكر هذا فقد جهل وإن كان كما ادعيت ورويت عن أبي حنيفة ما خص النبي صلى الله عليه وسلم بها يوم القيامة دون الأيام
ففي دعواك يجوز للخلق كلهم مؤمنهم وكافرهم أن يقول نرى ربنا في الدنيا كل يوم وساعة لما أنهم يرون كل ساعة وكل ليلة وكل يوم أموره وآياته وأفعاله فقد بطل في دعواك قوله
ﵟلا تدركه الأبصارﵞ
لأن الأبصار كل يوم وساعة تدرك أموره وآياته في الدنيا والآخرة فأنكرتم علينا رؤيته في الآخرة وأقررتم برؤية الخلق كلهم إياه في الدنيا مؤمنهم وكافرهم لما أنهم جميعا لا يزالون يرون آياته آناء الليل والنهار فخالفتم بسلوك هذه المحجة جميع العالمين ورددتم قول الله تعالى
ﵟلا تدركه الأبصارﵞ
إذا ادعيتم أن رؤيته يعني إدراك آياته وأموره وأفعاله
مخ ۱۹۹