ناپلیان بوناپارت په مصر کې
نابوليون بونابارت في مصر
ژانرونه
وكيفما كان الحال فإن هذه الروايات تضع أمام القارئ صورة صادقة، لنشأة أولئك المماليك الآفاقيين الذين قضي على مصر بأن يتولوا حكمها، ويسيطروا على حياتها ووجودها ومستقبلها، في ذلك الزمن العصيب.
ذكرنا أن مراد بك مات في سنة 1215ه/1801م، وأما إبراهيم بك فإنه بقي إلى ما بعد مذبحة المماليك، على يد محمد علي باشا بالقلعة سنة 1811م، ومات في بلاد النوبة، وهذه رواية الجبرتي عن وفاته قال في الجزء الرابع:
22
في وفيات سنة 1231ه: «ومات الأمير الكبير الشهير إبراهيم بك المحمدي «نسبة إلى مولاه محمد أبو الذهب، مات بدنقله متغربا عن مصر، وكان موصوفا بالشجاعة والفروسية، وباشر عدة حروب، وكان ساكن الجأش صبورا ذا تؤدة وحلم، قريبا للانقياد إلى الحق، متجنبا للهزل إلا نادرا مع الكمال والحشمة لا يحب سفك الدماء.»
ثم ذكر سيرته مع مماليكه وتساهله معهم حتى داخلهم الغرور، وغرتهم الغفلة عن عواقب الأمور، واستضعفوا من عداهم، وامتدت أيديهم لأخذ أموال التجار، وبضائع الإفرنج الفرنساويين وغيرهم بدون الثمن مع الحقارة لهم ولغيرهم فكان هذا من الأسباب التي عجلت بقدوم الحملة الفرنسية إلى مصر، أو كان من الأسباب التي توسلوا بها لغزو مصر.
وقد وصف «مارسيل» حالة مراد بك وإبراهيم بك قبيلة الحملة الفرنسية فقال في كتابه الذي سبقت الإشارة إليه ما تعريبه: «ساءت حالة مراد بك ولم يستطع مناوئة زميله إبراهيم بك وبقيت مراجل الغيظ والحقد تغلي في نفس كل منهما، ولكن كان الأهالي يدفعون دائما النفقات اللازمة لرجالهما بوسائل متنوعة، وضرائب شتى تضرب من وقت لآخر على سكان القاهرة، وسكان الأقاليم؛ لأن مراد بك، وإبراهيم بك لم يكونا لينفقا إلا على سلب الأهالي، وسحق مصر، سواء أكانا غالبين أو مغلوبين، في يديهما القاهرة، أو مطرودين منها إلى الصعيد.
وكان الغرض الوحيد الذي يرميان إليه هو الاستيلاء على أموال المصريين وبعد نضب معين تلك الأموال، عمدا إلى التجار الأجانب لا سيما الفرنسيين في القاهرة ورشيد والإسكندرية، فتحمل محل «فارسي» في رشيد ومحلات نيدورف وكاف، وهنريسي وبودوف
23
وبري ريال، في القاهرة، ما لا تطيقه نفس أحد، ووضعت عليهم ضرائب ناءوا بحملها، ولم يجد تدخل الباشا شيئا، ولم تقابل الطلبات التي عرضت في الآستانة على السلطان سليم الثالث إلا بالصمت والإغضاء، وكان ذلك سببا في استمرار الظالمين على مظالمهما؛ إذ أدركا عجز الباب العالي عن ردعهما.
ولما بلغت الأمور حدها، وعيل صبر التجار الفرنسيين، أرسلوا عريضة إلى حكومة الدير كتوار في الجمهورية سنة 1795 فأحالتها على القنصل «ماجلون»، ولم يهتم مراد بك بالرد على عرائض القناصل الأوروبيين إلا بتشديد الحملة على التجار، بل أراد فوق ذلك أن يدمر محلاتهم في القاهرة ويعطل تجارتهم.» •••
ناپیژندل شوی مخ