ناپلیان بوناپارت په مصر کې
نابوليون بونابارت في مصر
ژانرونه
ولما وصلت البعثة إلى كفر شياس عامر في اليوم الخامس عشر من شهر سبتمبر ووثقت بإخلاص الأهالي لم يأخذ الجنرالان معهما للحراسة غير ستة أو ثمانية من الفرسان، ولكن لم تكد البعثة تدخل هذه القرية حتى أحاط برجالها عدد كبير من الأهالي بأيديهم البنادق والحراب، فلما رأى العلماء ذلك فروا هاربين وتقدمت جموع المصريين واستولوا على الجسر ليمنعوا الفرنسيين من اجتيازه، ولما رأى الجنرالان أنهما وقعا في الفخ تبعا الهاربين، ووقع مصور اسمه «جولي» من فوق جواده خوفا ورعبا، وأراد الجنرال مارمون أن يعيده على الجواد، ولكن الرجل ملكه الهلع فلم يستطع أن يحرك قدميه أو يعتدل على جواده، وسقط ثانية فاضطر الفرنسيون لتركه وذبحه الأهالي أمام أبناء جلدته الذين لم يستطيعوا إنقاذه.
وكان الجنرالان قد تركا كتيبة من الجند لحفظ الأمتعة فوصلا إليها وعادا مستصحبين مائة وأربعين رجلا، ولكنهما وجدا أن الجسر قد قطع في عدة مواضع واضطرا أن يخوضا الماء برجالهما، ولم تستطع هذه القوة الصغيرة أن تحاصر القرية إلا بمشقة كبيرة.
ولم يثبت الأهالي إلا قليلا وانسحبوا إلى المنازل والأبراج في كفر شياس عامر، وقاد الجنرال مارمون فصيلة من حملة القرابينات وزحف حتى وصل إلى باب البرج الكبير، ولكن علو ذلك البرج ومتانة بابه لم تمكنه من اقتحامه إذ كان من فيه يطلقون عليه نيران البنادق ويرمون رجاله بالأحجار الثقيلة بحيث لم يستطع الجنود القرب منه.
وبعد قليل دخل الجنرال مينو إلى القرية فقتل جواده برصاصة ووقع الجنرال في حفرة عمقها ثلاثة أقدام، ولما رأى الجنرال مارمون حرج الموقف أراد أن لا يعرض رجاله للقتل وصمم على احتلال البلدة، فأمر رجاله أن يشعلوا النار في المنازل وأن يدمروا جزءا من البرج، وفي الساعة الحادية عشر مساء حينما اندلعت السنة النيران في البيوت هرع عدد عظيم من أهالي القرى المجاورة لإغاثة القرية التي تأججت فيها النار، ولكن تمكن ثلاثون من الجنود الفرنسيين كانوا على الجسر من أن يصدوا هؤلاء القادمين ويمزقوا شملهم ثم أكرهوهم على الفرار، واستطاع الفرنسيون أن يدمروا القرية ويهدموا البرج، ولم يفقد منهم غير ثلاثة من القتلى وتسعة عشر من الجرحى.
ولما رأى الجنرالان مينو ومارمون أن الفرصة غير ملائمة لاستئناف الطواف في الدلتا أرجأ هذه المهمة حتى ينتهي وقت الفيضان وعادا إلى رشيد برجالهما.
وقد حدث مثل هذه الحوادث في الوقت ذاته في أقاليم المنصورة ودمياط والمنزلة، وجاءت قوة من العرب في مديرية الشرقية يعاونها عرب «درة» وأهالي المنزلة تحت قيادة زعيم قادر اسمه حسن طوبار
12
صديق المماليك وحليف لهم فهجمت في ليلة 15 سبتمبر على حامية دميان، ولكن هذه استطاعت أن تقف في وجه هؤلاء المغيرين وتصدهم.
وفي 16 سبتمبر ثارت قرية الشعراء الكائنة على رمية قوس من دمياط واجتمع فيها العرب واتخذوها محلا لقيادتهم العامة، وفي 17 و18 وصلهم إمداد كبير وكذلك وصلت لحامية دمياط إمدادات أيضا.
وفي 28 سبتمبر صمم الجنرال «فيال» أن يهاجم قرية الشعراء وتولى الجنرال أندريوسي قيادة العمارة البحرية التي ألقت مراسيها بقرب القرية، وصف العدو «أي: المصريين» رجاله صفا واحدا واحتل المنطقة الواقعة بين النيل وبحيرة المنزلة، وكان عدد رجاله نحو 10 آلاف «كذا»، فأرسل الجنرال «فيال كتيبة من الفرقة الخامسة والعشرين لتهجم على ميمنة العدو وتقطع عليه الطريق إلى بحرية المنزلة، وفي الوقت ذاته هجم على المقدمة ففرق شمل العدو الذي غرق كثير من رجاله في النيل وبحيرة المنزلة، وأشعل النار في قرية الشعراء فمات نحو 1500 من العرب بين غريق وقتيل وغنم منهم مدفعين جميلين من البرونز وثلاثة أعلام، أما الفرنسيون فلم يفقدوا إلا قتيلا واحدا وأربعة من الجرحى، وهكذا استطاع جيش صغير من الفرنسيين قوامه 500 رجل أن يقهر عرمرما للعدو عدده 10 آلاف!! وامتاز في هذه الموقعة بالبسالة الكابتين سابانية وأرسل القائد العام إلى الجنرال فيال رسالة يهنئه فيها بالفوز جاء فيها «إن الموقعة التي قمت بها أيها الجنرال المواطن في قرية الشعراء رفعت مكانتك ومكانة جنودك.»
ناپیژندل شوی مخ