264

نجم ثاقب

النجم الثاقب(الجزء الأول)

ژانرونه

الندبة

قوله: (وقد استعملوا صيغة النداء في المندوب) وهذا بناء منه على أن المندوب ليس بمنادى(1)، لأن المنادى يطلب إقباله بخلاف المندوب والصحيح ما قاله الجمهور: إنه منادى لأنه مطلوب إقباله مجازا(2)، كما تنادى الديار والأطلال والميت أقرب إلى الإجابة، لأنه قد كان أهلا لها، قال الجزولي: (3) المندوب منادى على حد التفجع، فإذا قلت (وا زيد) فكأنك تناديه وتقول: تعال فإني مشتاق إليك ومنه قولهم في المراثي:

(لا تبعد)(4) أي لا تهلك، من ضنهم بالميت عن الموت يصورونه حيا، وكذا المندوب المتوجع منه(5) نحو(واثبواره) أي احضر حتى يتعجب من فظاعتك، والدليل على أنه مدعوقوله تعالى: {لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا}(6) فإنه أمرهم أن يقولوا: واثبورا.

مخ ۳۱۴