قوله: (والتنوين)(1) يريد تنوين التمكين والتنكير والعوض والمقابلة، ما خلا الترنم، فإنه لا يختص بالاسم وإنما اختص به تنوين التمكين لأنه دليل على تمكن الاسم في الإعراب، والأفعال غير متمكنة فيه، وتنوين التنكير لأنه دليل على تنكير أسماء مخصوصة كانت معارف، والأفعال نكرات من أول وهلة لا يدخلها التعريف، فلم تحتج إلى تنكير وتنوين العوض لأنه [ظ4] في الأصل عوض عن حذف المضاف إليه، والأفعال لا تضاف وما كان عوضا عن حرف أوإعلال محمول على العوض في المضاف إليه وتنوين المقابلة، لأنه عوض عن نون الجمع في المذكر السالم والأفعال لا تجمع(2).
قوله: (الإسناد إليه) يعني كونه فاعلا أومبتدأ هذه العلامات المعنوية، وإنما كان الإسناد إليه من خواص الاسم(3)، لأنه وضع لأن يسند ويسند إليه، لأنه محكوم عليه، والأفعال محكوم بها، فلم تقع إلا مسندة دائما، فلوأسند إليها لكانت مسندة ومسندا إليها في حالة واحدة وهومحال.
قوله: (والإضافة) يريد الإضافة لا بحرف ملفوظ به، نحو: (غلام زيد وضارب زيد)، بخلاف الإضافة بحرف ملفوظ به، نحو: (مررت بزيد) فإن
(مررت) مضافا إلى (زيد) بواسطة حرف جر، وإنما كانت الإضافة لا بحرف ملفوظ به من خواص الاسم، لأنها لا تخلومن تعريف(4) أوتخصيص أوتخفيف، ولا يصح ذلك في الفعل لأنه لا يتعرف ولا يتخصص لتوغله في التنكير، والتخفيف إنما يكون بسقوط تنوين أونون تثنية أوجمع، والفعل لا ينون ولا يثنى ولا يجمع.
مخ ۵۱