============================================================
وقد أدخلت، يا عبد الله بن يزيد، قولك : "ارأيتم الذى لا يعلم مايكون، اإله هو"؟1، وهذا منك مغالطة وتشنيع وجهل بالعدل، ونحن لم نقل: إن الله، عز وجل، لايعلم ما يكونا.. ومن قال ذلك ففد كفر، وخرج من دين الإسلام، ولعمر الله، إن الذى يجهل ما يكون ليس بإله ولا يسمى عالما، وإن هذه صفة المخلوفين.
اللهعالم لارن عليه شن، 6ط( وانا قولنا الصحيح: إن الله، عز وجل، العالم الذى لا يعزب عنه شن : ولايخفى عليه خافية فى الدنيا ولا فى الآخرة.. وأنه لما ذكرنا من الشرط فى صفة الخلق، وما جعل لهم من الاستطاعة وندبهم إليه من ترك الهوى، وأرسل إليهم، وهو يعلم أن منهم من لا يؤمن، وليس فى هذا تجهيل لله، عز وجل، ولا فساد، لانه قد علم أن خلقا من خلقه سيكفرون (1) ولا يؤمنون، علم الله، عز وجل، قبل خلق كل شيء، ان ذلك الكفر سوف يكون منهم، باختيارهم لا باضطرار اضطرهم إليه، تبارك وتعالى، ولا خلق افعالهم ولا بقهر حملهم عليه، لأنه علم أن الكفر لا يكون إلا من كافر، وأن جميع المعاصى لا تكون إلا من العصاة.
وقد قال، جل ثناؤه: { وذ كهمر من أهل الكخاب لو يودونكم من بعد ليمانكم كفارا حدا من عند أنفهم) (2)، فاخبرنا، عز وجل، بعله فيهم، آن الحد من عند أنفسهم لا من عنده، ولا من عند نبيه، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، إلا من عند أنفسهم خاصة، غير مضطرين ولا مجبورين ولا مجبولين.
ل علم الله ينع ون مصيته لوطاعته ولوكان علمه، سبحانه، مانعا من معصية او طاعة؛ لما آمن من كفر، ولا كفر من آمن: لانا واياك قد رأينا فساقا صاروا صالحين وصالحين، صاروا فاسقين، وقد حكم الله، سبحانه، في كتابه وسابق علمه، أن من اضطر إلى شيء ليس له عنه غنى، ولا يستطيع غيره، أنه له حلال وليس عليه فيه تباعة من الله، جل ثناؤه، إثم ولا عقوبة ولا عيب ولا لوم؛ لعدل الله جل ثناؤه، وإتقان حكمته.
(1) فى الأصل : كفروا.
مخ ۳۱