============================================================
فان قلت بدار ثالثة، كفرت، وخالفت جيع الفرق، وخرجت من قول أهل القبلة، واليهود والنصارى لا يقولون بدار ثالثة فى الآخرة فاختر اى هذه المضايق الخانقة لك شئت، فلابد لك من القول بواحدة منها، أو التوبة عن الجبر، والرجوع إلى العدل، الذى سميت ضده عدلا!.. لجهلك بعدل الله عز وجل، فالتوبة خير لك من التمادى فى الباطل والعمى (1)، ففوق كل ذى علم عليم وهذه حجة باهرة لكم، لا يقدر اهل الحبر لها على نقض، فاتق الله، وإياك أن تكون من الذين قالوا : رنا إنا أطضا سادتنا وكبراء نا لأضلونا السبلا رنا آتهم ضففين من العلذاب والضهم لضاكبيرا(63(1).
94و فاسع إلى تبريهم منهم، ولعنهم إياهم بعد( المودة في الدنيا على الحمية والخطا الذى أورثهم النار (لبعدا للقوم الظالمين)ا.
واما قولك انا نقول : إن أطفال المشركين مؤمنون فليس ذلك قولنا، لا نقول انهم مؤمنون ولاكافرون، وإما هم عباد الله، سبحانه، لم ياتهم رسول فكذبوه، ولم نزل عليهم كتاب فجحدوه، ولم تلزمهم حجة، فاعرضوا عنها، ولم يركبوا لله، جل ثناؤه، معصية، ولم يعلواله طاعة، فاوجب الله، عز وجل، الجنة برحمته لهم، وتفضله عليهم، إذ هو أهل الفضل والإحسان، وإذ لا جرم لهم ولا ذنب عليهم، ولا حجة لزمتهم، فهذا هو العدل، وهو الحق وهو الأولى (2)، بالواحد الكريم.
ورحمته، عز وجل، قد بانت، وصحت لهم فى الدنيا، قبل أن تجي الآخرة، إذ لم نقتلهم بما وجب على آبائهم وأمهاتهم من الحدود والاحكام، ولم نقتل أمهاتهم بعد ازرم الحدود لهن، لحسن نظره لهم ورحته إياهم، حتى فطتهم واستغنوا عنهن، فهذا اكبر دليل، وأوضح قيل، ولو لم يكن لهم ذكر فى القرآن، غيرهذا لكفاهم، والحمد لله رب العالمين : (2) سورة الأحراب: الآبتان 67 - 18.
مخ ۲۹۲