فمر بها إيلاء جملة أتت بالقول معنى دون لفظ ثبت
وجملة من بعدها عل الأثر ما لم تكن مقرونة بحرف جر
قوله: وفي ا لآية العطف ب(أو) وقد بينا معناها أنها للتنويع ونظائرها في القرآن كثيرة جدا، كما في قوله تعالى في جزاء قتل صيد الحرم { ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما ليذوق وبال أمره } (¬1) فنوع الكفارة ب(أو) العاطفة فدل ذلك على أنه مخير في ذلك فأي نوع فهل أجزأ ثم مثل أيضا بآية الكفارات وقال على أثرها ما نصه: فنوع أيضا ب(أو) المنوعة، وهي على ما قيل أنها ليست كالواو في العطف بها لا يقتضي المشاركة في الحكم خصوصا إذا وقع القيد بعدها وإذا أخبر بحكم ... الخ هذيانه .
أقول: انظروا يا أولي الألباب إل هذا العجب العجاب حيث جعل (أو) في الآيتين الأخيرتين ك(أو) في الآية المستدل بها ثم أعجب منه أنه قال عل أثر الآية الأولى فدل ذلك عل أنه مخير في ذلك فأي نوع فعل أجزاه فإن كانت (أو) في الآيات الثلاث بمعنى واحد على ما زعمه فيلزمه أن تكون (أو) في الآيات المستدل بها للتخيير أيضا فأي نوع أختار تركه من تلك الأنواع المحرمة يكون ممتثلا ولو ارتكب الباقي على زعمه وإلا فقد سعى لحتفه بظلفه وخرب بناءه بكفه، وأعجب من هذا تخصيصه عدم مشاركة المتعاطفين ب(أو) في الحكم بما إذا وقع القيا بعدهما.
قوله: وفي ا لآية الكريمة القيد ب(إن ) المكسورة و(الفاء) التي هي للترتيب أعنى لترتيب ما قبلها على ما
بعدها أه.
¬__________
(¬1) المائدة: 95.
مخ ۳۵