(¬1) النساء: من الآية23 قوله: وفي ا لآية التصريح بأن ا لمفسرة على ما قال أهل الأصول، ويسمونها النحاة الخبرية؛ لأنها تخبر عما بعدها، والاعتبار بالعموم عندنا فهي مفسرة خبريه ولهذا صرحت عما أخبرت به وفسرته فتأمل ذلك . . أه
أقول: وما عسى ما أقول من البيان على مثل هذا الهذيان الذي لا يفوه به إنسان فإنه زعم أن إن في قوله تعالى { إلا أن يكون ميتة ...الآية } (¬1) ، مفسرة وزعم أنها تسمى بذلك عند الأصوليين، وأما النحاة فيسمونها الخبرية، وأعجب من هذا تعليله لتسمية النحاة على زعمه وأعجب منه حيث قال: والاعتبار عندنا بالعموم فهي مفسرة خبرية عنده ء فكأنه على زعمه أراد أن يجمع بين العبارتين اللتين هما على من حكيتا عنه من صريح المين، وإلا فليخبرني هذا ا لمتعسف هل الأصوليين كلام في أن أصلا فضلا عن أن يخصوها فيما ينهم باصطلاح، وهل للنحاة اصطلاح بالتسمية التي حكاها عنهم، فضلا عن تعليل وجه التسمية، ثم أن (أن ) في الآية مصدرية غير مفسرة أصلا ولا يصح أن تكون كذلك، ولعله سمع من صبي مبتدئ في علم النحو أن (أن) تكون مفسره فزخرف بالتسمية هنا كلامه فاستخف قومه فأطاعوه، ولابد من الكلام على بيان (أن) المفسرة حتى يعرفها هذا المتعسف فلا يعود لمثل هذا الهذيان .
فأقول: إن (أن ) تأتى عند النحاة بمعنى أي ويسونها حينئذ المفسرة اصطلاحا منهم بذلك وشرطوا لها شروطا أربعة: أحدها: أن تتقدمها جملة، ثانيها: أن تتأخر عنها جملة، ثالثها: أن تكون الجملة المتقدمة عليها حاوية معنى القول دون لفظه، رابعها: أن لا تقترن بحرف جر كالباء مثلا، فإن اختل أحد الشروط خرجت من كونها مفسرة إلى ما تحتمله من بقية ا لمعان، وقد اجتمعت هذه الشروط في قوله تعالى: { فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا } (¬2) وقد جمعتها في بيتن من بلوغ الأمل فقلت:
¬__________
(¬1) الأنعام: 145.
(¬2) المؤمنون: 27.
مخ ۳۴