أقول: إن أراد بهؤلاء الجماعة أهل الاستقامة رضوان الله عليهم كما يدل عليه كلامه فليسوا بهذه الصفة حاشاهم من ذلك ولقد افترى عليهم كذبا في جميع ما نسبه إليهم هاهنا ولقد ادعى أولا أنه لم يرد في الدم شرع وذكر هنا أنهم مالوا عن الحكم بشرع أوضح من شمس رابعة النهار فأي مناسبة بين كلاميه إلا محض التناقض لكن إنما عدلنا عن تلك البراءة بأدلة ستعرفها في الخاتمة ولا أدري ما أراد بقوله (وفيما سلف من بول الصبي فإنهم قائلون بما أسلفه أيضا) وقوله: (وأشباه هذا كثير نعم هم يثبتون الأحكام بالأدلة) فإن كان هذا المخلط قد عد ذلك الإثبات من زلاتهم فالله أعلم، وإلا فأي حكم أثبتوه من تلقاء أنفسهم حاشاهم من ذلك ولولا ما كسانيه ربي من الحياء والعفة ببركة اقتفائهم لأوقفت هذا المخلط على جميع أغلوطاته ولكشفت عن أستارها حتى ينظر عوام الناس إلى عوراته ولكني كما قال الشاعر:
واغفر عوراء الكريم ادخاره واعرض عن شتم اللئيم تكريما
قوله: وأما سائر الدماء يعني ما عدا دم الحيض فالأدلة فيها مختلفة مضطربة والبراءة الأصلية مصتصحبه حتى يأتي الدليل الخالص عن المعارضة الراجحة والمساوية ...اه.
أقول: وقد قام الدليل الخالص عن المعارضة أصلا فضلا عن كونه خالصا من راجحها ومساويها وبما أثبتناه من الأدلة في تلك الرسالة كفاية لمن ألقى السمع وهو شهيد وقد خلصت بحمد الله من شائبة المعارضة وما عورضت به فهم أوهن من بيت العنكبوت كما ستراه إن شاء الله لكنا لا نقصر على ما قدمنا هنالك بل نزيد عليه من الأدلة إن شاء الله تعالى ما يلقم الخصم الحجر فنجعله خاتمة لهذا فانتظره.
مخ ۱۶