وانتبه فكري إلى الواقع ودار في الجالسين. ثلاثة رجال وامرأتان رائعتا الجمال ثم سارع يقول: الله يبارك فيك يا سعادة البك.
وقال حمدي: والأهم من ذلك يا علوان بك أن فكري أصبح الآن مساعدا لأبيه في المحل، وقرر أن ينزل إلى الحياة العامة. - هكذا! هذا هو الكلام. أليست الشهادة وسيلة للغنى، فما دام عندنا الغنى والحمد لله فما لزوم هذه الشهادة؟
وقال هشام: ونحن اليوم نحتفل بركوب أول سيارة يملكها فكري، وصاح علوان في تظاهر بالفرح: أهكذا؟! ألف مبروك! وما ماركتها؟
وصمت فكري وقال هشام: اشتراها صغيرة حتى يربيها على يديه.
وضحك جميع الجالسين وقالت إحدى الفتيات: تتربى في عزك إن شاء الله.
وقال علوان في جد: لا، ستتربى في عزي أنا إن شاء الله، أنا أحب الشباب الجريء الذي لا يبحث عن المظاهر والشهادات، فكري ابني منذ اليوم.
ودهش فكري أن يصبح ابنا هكذا في لحظة من زمن، ولم يملك إلا أن يقول: ألف شكر.
ويقول علوان: اسمع يا فكري أنا لي زملاء وصلوا إلى وزراء، وأعلم أنهم لولا الخجل لجاءوا إلي ليستلفوا مني، أنا أخذت الابتدائية وبدأت العمل الحر، لو كنت أخذت الدكتوراه كان مرتبي الآن أقل من نصف مرتب متولي الخادم الذي قدم بكم إلى هنا، هذا واحد من خمسة يعملون عندي، هو أقلهم مرتبا لأنه آخر واحد عينته عندي.
ستصبح مثلي يا فكري وسترى.
وازدادت حيرة فكري، كيف؟ كيف؟ وقال علوان: أنت الليلة ضيفي إلى الصبح.
ناپیژندل شوی مخ