ذهبت الإمامية كافة إلى أن الأنبياء معصومون عن الصغائر والكبائر ومنزهون عن المعاصي قبل النبوة وبعدها على سبيل العمد والنسيان وعن كل رذيلة ومنقصة وما يدل على الخسة والضعة. وخالفت الأشاعرة في ذلك وجوزوا عليهم المعاصي وبعضهم جوزوا الكفر عليهم قبل النبوة وبعدها وجوزوا عليهم السهو والغلط ونسبوا رسول الله ص إلى السهو في القرآن بما يوجب الكفر نهج الحق ص : 143فقالوا إنه صلى يوما وقرأ في سورة النجم عند قوله تعالى أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى تلك الغرانيق العل منها الشفاعة ترتجى وهذا اعتراف منه ص بأن تلك الأصنام نهج الحق ص : 144ترتجى الشفاعة منها نعوذ بالله من هذه المقالة التي نسب النبي ص إليها وهي توجب الشرك فما عذرهم عند رسول الله ص وقد نهج الحق ص : 145قتل جماعة كثيرة من أهله وأقاربه على عبادة الأصنام وم تأخذه في الله نهج الحق ص : 146لومة لائم وينسب إليه هذا القول الموجب للكفر والشرك وهو مقام إرشاد العالم وهل هذا إلا أبلغ أنواع الضلالة وكيف يجامع هذا قوله تعالى لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وهل أبلغ من هذه الحجةو هي أن يقول العبد إنك أرسلت رسولا يدعو إلى الشرك والكفر وتعظيم الأصنام وعبادتها ولا ريب أن القائلين بهذه المقالة صدق عليهم قوله تعالى وما قدروا الله حق قدره ورووا عنه ص أنه صلى الظهر ركعتين فقال له ذو اليد أقصرت الصلاة أم نسيت يا رسول الله فقال أصدق ذو اليد فقال الناس نعم نهج الحق ص : 147فقام رسول الله ص فصلى اثنتين أخريين ثم سلم الحديث ورووا في الصحيحين أنه ص صلى بالناس صلاة العصر ركعتين ودخل حجرته ثم خرج لبعض حوائجه فذكره بعض فأتمها
وأي نسبة أنقص من هذا وأبلغ في الدناءة فإنها تدل على إعراض النبي عن عبادة ربه وإهمالها والاشتغال عنها بغيرها والتكلم في الصلاة وعدم تدارك السهو من نفسه لو كان نعوذ بالله من هذا الآراء الفاسدة ونسبوا إلى النبي ص كثيرا من النقص
روى الحميدي في الجمع بين الصحيحين عن عائشة قالت كنت ألعب بالبنات عند النبي ص وكانت لي صواحب يلعبن معي وكان رسول الله ص إذا دخل تقبعن منه فيشير إليهن فيلعبن معي
نهج الحق ص : 148و حديث الحميدي أيضا كنت ألعب بالبنات في بيته وهن اللعب. مع أنهم رووا في صحاح الأحاديث أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صور مجسمة أو تماثيل
وتواتر النقل عنه بإنكار عمل الصور والتماثيل فكيف يجوز لهم نسبة هذا إلى النبي ص وإلى زوجته من عمل الصور في بيته الذي أسس للعبادة وهو محل هبوط الملائكة والروح الأمين في كل وقت. ولما رأى النبي ص الصور في الكعبة لم يدخلها حتى محيت مع أن الكعبة بيت الله تعالى فإذا امتنع من دخوله مع شرفه وعلو نهج الحق ص : 149مرتبته فكيف يتخذ في بيته وهو أدون من الكعبة صورا ويجعله محلا له. وروى الحميدي في الجمع بين الصحيحين قالت عائشة رأيت النبي يسترني بردائه وأنا أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد فزجرهم عمر
مخ ۸۸