المطلب الثامن في امتناع تكليف ما لا يطاق قالت الإمامية إن الله تعالى يستحيل عليه من حيث الحكمة أن يكلف العبد ما لا قدرة له عليه ولا طاقة له به وأن يطلب منه فعل ما يعجز عنه ويمتنع منه فلا يجوز له أن يكلف الزمن الطيران إلى السماء ولا الجمع بين الضدين ولا كونه في المشرق حال كونه في المغرب ولا إحياء الموتى ولا إعادة آدم ونوحا ع ولا إعادة أمس الماضي ولا إدخال جبل قاف في خرم الإبرة ولا شرب ماء دجلة في جرعة واحدة ولا إنزال الشمس والقمر إلى الأرض إلى غير ذلك من المحالات الممتنعة لذاتها. وذهبت الأشاعرة إلى أن الله تعالى لم يكلف العبد إلا ما لا يطاق ولا يتمكن من فعله. فخالفوا المعقول الدال على قبح ذلك والمنقول وهو المتواتر من الكتاب العزيز قال الله تعالى لا يكلف الله نفسا إلا وسعها نهج الحق ص : 100 وما ربك بظلام للعبيد ولا ظلم اليوم ولا يظلم ربك أحدا. والظلم هو إضرار غير المستحق وأي إضرار أعظم من هذا مع أنه غير مستحق تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا
مخ ۵۳