المطلب السابع في أن الله تعالى لا يعاقب الغير على فعله تعالى ذهبت الإمامية والمعتزلة إلى أن الله تعالى لا يعذب العبيد على فعل يفعله فيهم ولا يلومهم عليه. وقالت الأشاعرة إن الله تعالى لا يعذب العبد على فعل العبد بل يفعل الله تعالى فيه الكفر ثم يعاقبه عليه ويفعل فيه الشتم لله تعالى والسب له ولأنبيائه ع ويعاقبه عليها ويخلق فيهم الإعراض عن الطاعات وعن ذكره وذكر أحوال المعاد ثم يقول فما لهم عن التذكرة معرضين. وهذا أشد أنواع الظلم وأبلغ أصناف الجور تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وقد قال تعالى وما ربك بظلام للعبيد وما الله يريد ظلما للعباد وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ولا تزر وازرة وزر أخرى وأي ظلم أعظم من أن يخلق في العبد شيئا ويعاقبه عليه بل يخلقه أسود ثم يعذبه على سواده ويخلقه طويلا نهج الحق ص : 99ثم يعاقبه على طولهو يخلقه أكمه ويعذبه على ذلك ولا يخلق له قدرة على الطيران إلى السماء ثم يعذبه بأنواع العذاب بأنه لم يطر. فلينظر العاقل المنصف من نفسه التارك للهوى هل يجوز أن ينسب ربه عز وجل إلى هذه الأفعال مع أن الواحد منا لو قال إنك تحبس عبدك وتعذبه على عدم خروجه في حوائجك لقابل بالتكذيب وتبرأ من هذا الفعل فكيف يجوز أن ينسب إلى ربه ما يتنزه هو عنه
مخ ۵۲