المبحث الثامن في أنه تعالى لا يشاركه شي ء في القدم العقل والسمع متطابقان على أنه تعالى مخصوص بالقدم وأنه ليس في الأزل سواه لأن كل ما عداه سبحانه وتعالى ممكن وكل ممكن حادث وقال تعالى هو الأول والآخر. وأثبتت الأشاعرة معه معاني قديمة ثمانية هي علل الصفات كالقدرة والعلم والحياة إلى غير ذلك ولزمهم من ذلك محالات منها إثبات قديم غير الله تعالى قال فخر الدين الرازي النصارى كفروا بأنهم أثبتوا ثلاثة قدماء وأصحابنا أثبتوا تسعة. ومنها أنه يلزمهم افتقار الله تعالى في كونه عالما إلى إثبات معنى هو العلم ولولاه لم يكن عالما وافتقاره في كونه تعالى قادرا إلى القدرة ولولاها لم يكن قادرا وكذا باقي الصفات والله تعالى منزه عن الحاجة والافتقار لأن كل مفتقر إلى الغير فهو ممكن. ومنها أنه يلزم إثبات ما لا نهاية له من المعاني القائمة بذاته تعالى وهو محال بيان الملازمة إن العلم بالشي ء مغاير للعلم بما عده فإن من شرط العلم المطابقة ومحال أن يطابق الشي ء الواحد أمورا متغايرة متخالفة في الذات والحقيقة لكن المعلومات غير متناهية فيكون له علوم غير متناهية لا مرة واحدة بل مرارا غير متناهية باعتبار كل علم يفرض في كل مرتبة من المراتب الغير المتناهية لأن العلم بلشي ء مغاير للعلم بالعلم بذلك الشي ء ثم العلم بالعلم بالشي ء مغاير نهج الحق ص : 65للعلم بالعلم بذلك الشي ء وهكذا إلى ما لا يتناهى وفي كل واحدة من هذه المراتب علوم غير متناهية وهذه السفسطة لعدم تعقله بالمرة. ومنها أنه لو كان الله تعالى موصوفا بهذه ت وكانت قائمة بذاته كانت حقيقة الإلهية مركبة وكل مركب محتاج إلى جزئه وجزء غيره فيكون الله تعالى محتاجا إلى غيره فيكون ممكنا وإلى هذا أشار مولانا أمير المؤمنين ع حيث قال أول الدين معرفته وكمال معرفته التصديق به وكمال التصديق به توحيده وكمال توحيده الإخلاص له وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف وشهادة كل موصوف أنه غير الصفة فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه ومن قرنه فقد ثناه ومن ثناه فقد جزأه ومن جزأه فقد جهله
ومنها أنهم ارتكبوا هاهنا ما هو معلوم البطلان وهو أنهم قالوا إن هذه المعاني لا هي نفس الذات ولا مغايرة لها وهذا غير معقول لأن الشي ء إذا نسب إلى آخر فإما أن يكون هو هو أو غيره ولا يعقل سلبهما معا
المبحث التاسع في البقاء وفيه مطلبان
مخ ۲۶