وقوله شابا، وهو في الموصل، متغزلا: «١»
جزم الحبيب بأن قلبي قد سلا ... ودّا تحكم في الحشاشة أولا
لا والذي جعل الفؤاد أسيره ... ما حال قلبي عن هواك وبدلا
أأحول يا سكني وحبك ساكن ... قلبا من الهجران ظل مبلبلا
وأحيد عمدا عن هواك وأنثني ... عن سالف العهد القديم محولا
فوحق صدق مودتي وتولهي ... لم يخطر السلوان في قلبي ولا
أتظن أني في هواك معذب ... وأبين حبك للأنام تعللا
ما كل ما جمع المحامد صالحا ... للحب أو أضحى لحب مولها
فو حق طيب رضاك وهو اليتي ... إن لم تدع هجري هجرت الموصلا
فاعطف على صب تصب دموعه ... حتى غدت من ودق سحب أهطلا
وارحم فديتك مغرما عبثت به ... أيدي الصبابة فاستبيد مجدلا
وانعم بوصل فالوصال زكاة من ... قد كان في فن المحاسن أجملا
واسأل نجوم الليل عن سهري وعن ... عين تراعي النجم أول أولا
بل لا تسل عما حوته جوانحي ... من زفرة فيها الجوانح تصطلى
أيليق في دين الغرام وشرعه ... أني من الهجران أبقى مهملا
فإلام أبقى في هواك مبلبلا ... وإلام أبقى من قلاك محوقلا
إن كان في تلفي تروم عبادة ... بادر به يا ذا الصباح معجلا
حتى يكون على الدوام مجاهدا ... جازاك ربي بعد ذاك تقبلا
أو كان يرضيك التذلل خاضعا ... وافيت دارك في الظلام مهرولا
مستغفرا من سوء ذنب جئته ... مستعفيا مستصفحا متنصلا
فكأن حظي في النحوس وطالعي ... إن لم أجد بدري تخير منزلا
1 / 37