فمن شعره الذي ضمنه مقامته، وهو في الوعظ الرقيق، قوله:
إلى م تطلب الجد ... وتبغي الحظ والجد
وتعني الكبر والجد ... بذكر الأب والجد
تجنب جانب الزهو ... وخل عنك ذا السهو
إلام أنت في لهو ... ولا كسب ولا كد
غدا تكون كالأمس ... إذا حللت في الرمس
ولا جهر ولا همس ... ولا جزر ولا مد
توقّ الخطب والهول ... وراع الصدق في القول
إذا مت فلا عول ... ولا فرض ولا رد
إلى كم أنت تعمل ... وكل الشر تفعل
فعن ذا الفعل تسأل ... فما الجواب والرد
تجنب قول من ذم ... وإن خص وإن عم
ولا تصغ لمن نم ... ولو جاءك بالحمد
إذا حل بك الموت ... أجبت داعي الفوت
ولا حس ولا صوت ... وهذا آخر العهد
غداة تظهر الحال ... ولا قيل ولا قال
فأين العم والخال ... وأين الأب والولد
أتعهد قول يا ليت ... ولا كيت ولا ذيت
ولا دار ولا بيت ... سوى أن ضمك اللحد
هناك تخشى الأهوال ... وليس تجدي الآمال
ولا أهل ولا مال ... ولا عرض ولا نقد
1 / 36