127

نفخ الطیب له غصن الاندلس

نفخ الطيب من غصن الأندلس الرطيب

پوهندوی

إحسان عباس

خپرندوی

دار صادر-بيروت

د خپرونکي ځای

لبنان ص. ب ١٠

أفاض الله تعالى عليه غيث البر العميمي، وأبقى ظل عزه ممدودًا، وخلى سؤدده مودودا، وأناله من الخيرات ما ليس محصورًا ولا معدودًا، وجمعني وإياه، وأطلع لي بشر محياه، وأنشقني عرف اجتماعه ورياه، وكيف لا أستديم أمد بقياه، وأعتقد البشائر في لقياه، وأسقى غروس الود بسقياه، وهو الصدر الذي أصفى لي الوداد، والركن الذي لي بثبوته اعتداد: فعليه من مصفي هواه تحية كالمسك لما فض عنه ختام تترى بساحته السنية ما دعت فوق الغصون هديلهن حمام ودامت فضائله ظاهرة كالشمس، محروسة بالسبع المثاني معوذة بالخمس: ولا انفك ما يرجوه اقرب من غدٍ ولا زال ما يخشاه أبعد من أمس وبقي من العناية في حرم أمين، آمين. ولما حصل لي كمال الاغتباط، بما دل على صحة حال الارتباط، نشرت بساط الانبساط، وحدثت لي قوة النشاط، وانقشعت عني سحائب الكسل وانجابت، وناديت فكرتي فلبت مع ضعفها وأجابت، فاقتدحت من القريحة زندًا كان شحاحًا، وجمعت من مقيداتي حسانًا وصحاحًا، وكنت كتبت شطره، وملأت بما تيسر هامشه وسطره، ورقمت من أنباء لسان الدين ابن الخطيب حللا لا تخلق جدتها الأعصر، وسلكت من التعريف به ﵀ مهامه تكل فيها واسعات الخطا وتقصر. فحدث لي بعد ذلك عزم على زيادة الأندلس ذكر الأندلس جملة ومن كان يعضد بها الإسلام وينصر، وبعض مفاخرها الباسقة، ومآثر أهلها المتناسقة، لأن كل ذلك لا يستوفيه القلم ولا يحصر، وجئت

1 / 107