239

أمر عباده بإنكار قضائه وقدره ، وأنه المفسد للعباد ، والمظهر في الأرض الفساد ، وأنه صرف أكثر خلقه عن الإيمان والخير ، وأوقعهم في الكفر والشرك ، وأن من أنفذ وفعل ما شاء عذبه ، ومن رد قضاءه وأنكر قدره وخالف مشيئته أثابه ونعمه ، وأنه يعذب أطفال المشركين بذنوب آبائهم وأنه تزر الوازرة عندهم وزر أخرى ، وتكسب النفس على غيرها ، وأنه خلق أكثر خلقه للنار ، ولم يمكنهم من طاعته ثم أمرهم بها ، وهو عالم بأنهم لا يقدرون عليها ، ولا يجدون ، السبيل إليها ، ثم استبطأهم لم لم يفعلوا ما لم يقدروا عليه ولم لم يوجدوا ما لم يمكنهم منه؟ وأنه صرف أكثر خلقه عن الإيمان ثم قال : ( فأنى تصرفون ) (1).

وأفكهم وقال : ( فأنى تؤفكون ) (2)، وخلق فيهم الكفر ثم قال : ( لم تكفرون ) (3) وفعل فيهم لبس الحق بالباطل ثم قال : ( لم تلبسون الحق بالباطل ) (4)، وأنه دعى إلى الهدى ثم صد عنه وقال : ( لم تصدون عن سبيل الله ) (5).

** وقال خلق كثير منهم

أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ) (6) وأنه حال بينهم وبين الطاعة ثم قال : ( وما ذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر ) (7)، وأنه ذهب بهم عن الحق ثم قال ( فأين تذهبون ) (8)، وأنه لم يمكنهم من الإيمان ولم يعطهم قوة السجود ثم قال : ( فما لهم لا يؤمنون (20) وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون (21)) (9)، وأنه فعل بعباده الاعراض عن التذكرة ثم قال : ( فما لهم عن التذكرة معرضين ) (10) وأنه يمكر بأوليائه المحسنين ، وينظر لأعدائه المشركين ؛ لأن العبد عندهم مجتهد في طاعته ، فبينما هو كذلك وعلى ذلك إذ خلق فيه الكفر ، وأراد له الشرك ، ونقله مما يحب إلى

مخ ۳۵۷