Nafahat Min Ulum Al-Quran
نفحات من علوم القرآن
خپرندوی
دار السلام
د ایډیشن شمېره
الثانية
د خپرونکي ځای
القاهرة
ژانرونه
الفرق بين القرآن الكريم والحديث القدسي
س: ما الفرق بين القرآن الكريم والحديث القدسي؟
ج: هناك عدة فروق بين القرآن الكريم والحديث القدسي نذكر أهمها فيما يلي:
أولا: أن القرآن الكريم كلام الله تعالى أوحى الله به إلى رسوله محمد ﷺ بلفظه وتحدى به- أي بالقرآن- العرب جميعا فعجزوا عن أن يأتوا بمثله، أو بعشر سور من مثله أو بسورة واحدة من مثله، ولا يزال التحدي به قائما إلى يوم القيامة، فهو معجزة خالدة إلى يوم الدين. وهذا بخلاف الحديث القدسي فلا يتحدى بتلاوته.
ثانيا: القرآن الكريم لا ينسب إلّا إلى الله تعالى فيقال: قال الله تعالى. والحديث القدسي- كما سبق- قد يروى مضافا إلى الله تعالى وتكون النسبة إليه حينئذ نسبة إنشاء. فيقال: قال الله أو يقول الله تعالى. وقد يروى مضافا إلى رسول الله ﷺ وتكون النسبة حينئذ نسبة إخبار لأنه ﷺ هو المخبر به عن الله ﷿ فيقال: قال رسول الله ﷺ فيما يرويه عن ربه ﷿.
ثالثا: القرآن الكريم كله منقول بطريق التواتر، فهو قطعي الثبوت. والأحاديث القدسية أكثرها أخبار آحاد، فهي ظنية الثبوت. وقد يكون الحديث القدسي صحيحا وقد يكون حسنا، وقد يكون ضعيفا.
أما القرآن فلا تعتريه هذه الأحوال، لأنه كله صحيح من عند الله.
رابعا: القرآن الكريم من عند الله تعالى لفظه ومعناه. فهو وحي باللفظ والمعنى.
والحديث القدسي معناه من عند الله تعالى ولفظه من عند رسول الله ﷺ على القول الصحيح فهو وحي بالمعنى دون اللفظ ولذا تجوز روايته بالمعنى عند جمهور المحدثين (١).
خامسا: القرآن الكريم متعبد بتلاوته فهو الذي تتعين القراءة به في الصلوات لقوله تعالى: فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ (٢). فقراءته في الصلاة وفي غير الصلاة
(١) هكذا بتصرف من كتاب (مباحث في علوم القرآن) للشيخ مناع القطان. (٢) سورة المزمل آية ٢٠.
1 / 15