وله أنظار عدة وجوابات أسئلة وفوائدة منشورة، رأيت منها مجلدا عند شيخنا العلامة البرهان؛ وكان له خط حسن، ونسخ كتبا كثيرة كتفسير البيضاوي ومغنى اللبيب، وكان وقورا حليما متواضعا لا يعد نفسه شيئا ولا يفتخر بما هو فيه من العلم وجلالة القدر، ولا يكثر المراجعة بل إذا سئل عن مسألة من أي علم قال: هذه المسألة قد تكلم عليها فلان في كتاب كذا في باب كذا ثم يطلب الكتاب ويقرأ منه الجواب؛ وكان المتوكل بن المنصورة يعظمه كثيرا ووفد إليه في بعض الأيام وموقفه غاص بالعلماء فتذاكروا في مسأالة نحوية فطال الخوض فيها، والمولى محمد بن إبراهيم ساكت وكان أحد تلامذته حاضرا ذلك المقام فقال له: لم لا تتكلم يا سيدي فإن هؤلاء قد يخطر ببالهم أنك لاتعرف شيئا فالتفت الإمام والحاضرون إليه وطلبوا ما لديه فقال: هذه المسألة ذكرها صاحب المغني [في مؤلفه بعينها وقال فيها كذا وكذا ! ثم أاحضر المغني وفتح عليه ولم يقلب إلا ورقتين وأمر من يقرأها.
[من أخذ عنه]
وقد تخرج عليه عدة من المحققين [44ب-ب]وأجلهم [82أ-ج] المحقق المقبلي فإنه لم يأخذ إلا عنه، ولم يتخرج إلا عليه ولولاه لما بلغ المقبلي إلى تلك الدرجة في العلم.
ولو كان للعلامة الجلال شيخ في العلم مثل المولى محمد بن إبراهيم تكرر ذكره في مؤلفاته كلها، ولافتخر به فيها ووشحها بفوائده؛ ولكن المحقق المقبلي كان مذهبه عدم الإلتفات إلى ما للأباء والمشايخ المشائخ، وقد ذكره في أوائل "العلم الشامخ" وله شعر عجيب فمنه ما أجاب به على بعض الطلبة وقد سأله أن يدرسه في يوم الخميس والجمعة والعادة عند مشايخ مشائخ اليمن ترك التدريس فيها ترويحا لهم فقال:[136-أ] (1)..
أتاني منك يا سامي الخلال
وزهر الروض باكرة غمام
قضى أن الذي إن شاء سبكا
وصار من الفخار إلى محل
لبيب فخاره سمك رفيع
طلبت مبالغا توسيع درس
فإني لست آلو فيه جهدا
مخ ۲۳۰