فلكم لي بدورها من ربوع (1)
لست أنسى عند الوداع دموعا
من لنفس ذابت فلو متعوها (2)
أذكرتها ريح الصباحين هبت
كم عذول لحبها قد لحاها
لو سرى طيفها (3) سرى عني الهم
هم نفوا نوم مقلتي وأباحوا
وأهانوا دمي فها ندمي فهان كم
ليت شعري أما نوت لي نوالا
كم حمام قد كان منها حمامي
كم أفاضت (4) جراة أدمع العين
هيجت من فروعها لي شجونا
فشجوني منها فيا ليت شعري
أي حزن لها وهاهي في الدوح
ما جفاها خلا كما قد جفاني
ولها مثل ما علمت جناح
كم تغني وكم تنوح ولم أدر
إن يكن ما ادعت من الحزن حقا
خضبت كفها وطوقت الجيد
أين منها صبابتي وولوعي
ليت أني إذ لم يكن لي إلى ... قد ألمت بنا بطيب شذاها
بربوع هيهات أن أنساها
تخجل النيرات عند سناها
قد أذيلت عشية في رباها
بأحاديثهم شفاها شفاها
من ثنياتهم ليال صباها
ونهاها لما أضاعت نهاها
ولكن من للمقاى بكراها
مهجتي مذ نأو فعز عزاها
من دماء تريق منا دماها
أم نوت لي بل الدماء نواها
عندما ناحت الضحى بحماها
فيا للإله ما أجراها
هي أصل الأشجان لا ما سواها
ما الذي ساقها وما أبكاها[126-أ]
مع الإلف دائما سكناها
أو مناها دهر ببعد مناها
إن نأىناء من تحب عن مغناها[76ب-ج]
بذاك النواح ما معناها
فلماذا قد خالفت مدعاها
وغنت فأين منها جواها
بربوع هيهات أن أنساها
العود سبيل عند المناء أراها
وله في التضمين مع نقل المعنى والتورية:(5)
وشمس ملاحة قد قلت لما
لقد أجرى الذي عاينت عيني ... رأيت لنمل عارضه دبيبا
فلا دانيت بالشمس الغروبا
والغروب: جمع غرب وهو الدلو العظيم [و] الناحية المقابلة للشروق والمصدر من غرب.
وله: (6)
وغادت مذ رأت عذاري
فلم أزل بعد في البرايا ... قد لاح مالت إلى النفار
مخ ۲۱۷