134

الميسر په خلفاء الراشدينو ژوند کې

الميسر في حياة الخلفاء الراشدين

عن محمد ، والمهلب ، وطلحة يعني ابن الأعلم ، وعمرو ، وسعيد ، قالوا : لما رأى( يعني عمر رضي الله عنه ) أن يزدجرد يبعث عليه في كل عام حربا وقيل له لا يزال هذا الدأب حتى يخرج من مملكته ، أذن للناس في الانسياح في أرض العجم حتى يغلبوا يزدجرد على ما كان في يدي كسرى ، فوجه الأمراء من أهل البصرة بعد فتح نهاوند ووجه الأمراء من أهل الكوفة بعد فتح نهاوند ، وكان بين عمل سعد بن أبي وقاص وبين عمل عمار بن ياسر أميران ، أحدهما عبد الله بن عبد الله بن عتبان ، وفي زمانه كانت وقعة نهاوند ، وزياد بن حنظلة حليف بني عبد بن قصي ، وفي زمانه أمر بالانسياح ، وعزل عبد الله بن عبد الله ، وبعث في وجه آخر من الوجوه ، وولي زياد بن حنظلة وكان من المهاجرين ، فعمل قليلا ، وألح في الاستعفاء فأعفي ، وولي عمار بن ياسر بعد زياد ، فكان مكانه ، وأمد أهل البصرة بعبد الله بن عبد الله وأمد أهل الكوفة بأبي موسى ، وجعل عمر ابن سراقة مكانه ، وقدمت الولاية من عند عمر إلى نفر بالكوفة زمان زياد بن حنظلة ، وبعث إلى عبد الله بن عبد الله بلواء وأمره أن يسير إلى أصبهان ، وكان شجاعا بطلا من أشراف الصحابة ومن وجوه الأنصار وحليفا لبني الحبلى من بني أسد ، وأمده بأبي موسى من البصرة ، وأمر عمر ابن سراقة على البصرة وكان من حديث عبد الله بن عبد الله أن عمر حين أتاه فتح نهاوند بدا له أن يأذن في الانسياح ، فكتب إليه : أن " سر من الكوفة حتى تنزل المدائن فاندبهم ولا تنتخبهم ، ثم اكتب إلي بذلك " ، وعمر يريد توجيهه إلى أصبهان ، فانتدب له فيمن انتدب عبد الله بن ورقاء الرياحي ، وعبد الله بن الحارث بن ورقاء الأسدي ، - والذين لا يعلمون يرون أن أحدهما عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي لذكر ورقاء ، وظنوا أنه نسب إلى جده ، وكان عبد الله بن بديل بن ورقاء يوم قتل بصفين ابن أربع وعشرين سنة ، وهو أيام عمر صبي - ولما أتى عمر انبعاث عبد الله بعث زياد بن حنظلة ، فلما أتاه انبعاث الجنود وانسياحهم أمر عمارا بعد ، وقرأ قول الله : ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ، ونجعلهم أئمة ، ونجعلهم الوارثين وقد كان زياد صرف في وسط من إمارة سعد إلى قضاء الكوفة بعد إعفاء سلمان وعبد الرحمن ابني ربيعة ليقضي إلى أن يقدم عبد الله بن مسعود من حمص ، وقد كان عمل لعمر على ما سقى الفرات ودجلة النعمان وسويد ابنا مقرن ، فاستعفيا وقالا : أعفنا من عمل يتغول علينا ، ويتزين لنا بزينة المومسة ، فأعفاهما وجعل مكانهما حذيفة بن أسيد الغفاري وجابر بن عمرو المزني ، ثم استعفيا فأعفاهما وجعل مكانهما حذيفة بن اليمان وعثمان بن حنيف ، حذيفة على ما سقت دجلة ، وعثمان بن حنيف على ما سقى الفرات من السوادين جميعا ، وكتب إلى أهل الكوفة إني " بعثت إليكم عمار بن ياسر أميرا ، وجعلت عبد الله بن مسعود معلما ووزيرا ، ووليت حذيفة ما سقت دجلة وما وراءها ، ووليت عثمان بن حنيف الفرات وما سقى " قالوا : ولما قدم عمار على الكوفة أميرا وقدم كتاب عمر إلى عبد الله أن " سر إلى أصبهان وزياد على الكوفة وعلى مقدمتك عبد الله بن ورقاء الرياحي وعلى مجنبتيك عبد الله بن ورقاء الأسدي وعصمة بن عبد الله وهو عصمة بن عبد الله بن عبيدة بن سيف بن عبد الحارث " ، فسار عبد الله في الناس حتى قدم حذيفة ، ورجع حذيفة إلى عمله ، وخرج عبد الله من نهاوند فيمن كان معه ومن انصرف معه من جند النعمان نحو جند قد اجتمع له من أهل أصبهان عليهم الأستندار وعلى مقدمته شهربراز جاذويه شيخ كبير في جمع ، فالتقى المسلمون ومقدمة المشركين برستاق من رساتيق أصبهان فاقتتلوا قتالا شديدا ، فدعا الشيخ إلى البراز فبرز له عبد الله بن ورقاء فقتله وانهزم أهل أصبهان وسمى المسلمون ذلك الرستاق رستاق الشيخ ، فهو اسمه إلى اليوم ، ودعا عبد الله بن عبد الله من يليه فتسارع الأستندار إلى الصلح ، فصالحهم فهذا أول رستاق من أصبهان أخذ وصالح ثم سار عبد الله من رستاق الشيخ نحو جي لا يجد فيها أحدا حتى انتهى إلى جي والملك بأصبهان يومئذ الفادوسبان ، وقد أخذ بها فنزل بالناس على جي فحاصرهم فخرجوا إليه بعد ما شاء الله من زحف ، فلما التقوا ، قال : الفادوسفان لعبد الله لا تقتل أصحابي ولا أقتل أصحابك ، ولكن ابرز ، فإن قتلتك رجع أصحابك ، وإن قتلتني سالمك أصحابي ، وإن كان أصحابي لا يقع لهم نشابة ، فبرز له عبد الله وقال : إما أن تحمل علي ، وإما أن أحمل عليك ، قال : أحمل عليك ، فوقف له عبد الله فحمل عليه الفاذوسفان فطعنه وأصاب قربوس السرج فكسره وقطع اللبب والحزام وزال اللبد والسرج وعبد الله على الفرس فوقع عبد الله قائما ثم استوى على الفرس عريانا ، وقال له : اثبت ، فحاجزه ، وقال : ما أحب أن أقاتلك ، فإني قد رأيتك رجلا كاملا ، ولكن أرجع معك إلى عسكرك فأصالحك ، وأدفع المدينة إليك ، على أن من شاء أقام ، وأدى الجزية ، وقام على ماله ، وعلى أن نجري من أخذتم أرضه مجراهم ويتراجعون ، ومن أبى أن يدخل فيما دخلنا فيه ذهب حيث شاء ، ولكم أرضه ، قال : لكم ذلك وقدم عليه أبو موسى من ناحية الأهواز وقد صالح الفاذوسفان عبد الله فخرج القوم من جي ودخلوا في الذمة إلا ثلاثين رجلا من أهل أصبهان خالفوا قومهم وتجمعوا بكرمان في حاشيتهم لجمع كان بها ، ودخل عبد الله وأبو موسى جي ، وجي مدينة أصبهان وكتب بذلك إلى عمر ، واغتبط من أقام ، وندم من شخص وقدم كتاب عمر على عبد الله : أن " سر حتى تقدم على سهيل بن عدي فتجامعه على قتال من بكرمان ، وخلف في جي من يقي جي ، واستخلف على أصبهان السائب بن الأقرع " (¬1)

كان الخلاف على الحكم قويا في الدولة الفارسية الفرس كما كان الحكام على خلاف فيما بينهم، فلما غادر خالد بن الوليد العراق إلى الشام شعر الفرس بقلة من بقي من جند المسلمين هناك، فأرادوا النيل منهم وطردهم من أرض العراق، فأرسل شهريار ملك الفرس جيشا قوامه عشرة آلاف مقاتل لمحاربة جيش المسلمين بقيادة المثنى بن حارثة الشيباني، إلا أن الفرس قد هزموا هزيمة منكرة أيضا.

مخ ۱۳۹