وقوله:
عرج بذي سلمٍ فثم المنزل ... ليقول صبٌ ما يشاء ويفعل
وأشباه لهذا كثيرة؛ فقد تساويا في الغلط.
١٤ - قال صاحب البحتري: ما نعينا على أبي تمام اللحن - وهو في شعره كثير لو تتبع - فتنعوا مثله على البحتري؛ لأن اللحن لا يكاد يعرى منه أحد من الشعراء المحدثين، ولا يسلم منه شاعر من الشعراء الإسلاميين؛ وقد جاء في أشعار المتقدمين ما علمتم من الإقواء وغير الإقواء مما لا يقوم العذر فيه إلا بالتأويلات البعيدة، وعلى أنه ليس شيء مما عبتم به البحتري من اللحن خارجا عن مقاييس العربية، ولا بعيدًا من الصواب، بل قد جاء مثله كثير في أشعار القدماء والأعراب والفصحاء، ولو كان هذا موضع ذكره لذكرناه، ونحن لو رمنا أن نخرج ما في شعر أبي تمام من اللحن لكثر ذلك
1 / 29