والأخرى: توثيق علاقته بجيرانه المسلمين، وبما أن اليمن أقرب الأقطار الإسلامية خاصة وأن علاقة الحبشة باليمن قديمة، فلم يكن من مدخل للحبشة إلى صداقة اليمن إلا مدخل الدين، ولهذا أرسل الإمبراطور إلى الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم في عام (1051ه / 1641م) وفدا محملا بالهدايا، وبرسالة للإمام طلب فيها أن يرسل له الإمام رجلا مسلما ليتسنى له الاجتماع به في عاصمته لتفقيهه في شئون الدين الإسلامي، غير أن هذا الطلب لم يشر إليه الإمبراطور في رسائله، إلا أنه محتمل أن يكون قد أرسله شفويا مع الوفد الحبشي، ولكن الإمام المؤيد بالله لم يتسرع في تلبية طلب الإمبراطور إلا إذا كرر طلبه مرة أخرى حسبما تذكر المصادر اليمنية.
غير أن الإمبراطور أعاد الاتصال باليمن مرة أخرى في عهد الإمام إسماعيل الذي أرسل إليه الإمام الحيمي ليدعوه إلى الإسلام.... هكذا، وبعدما رجع الحيمي من الحبشة بدون أن يدعو الإمبراطور إلى الإسلام أو حتى يفتح معه ذلك الموضوع تلبية لأوامر الإمام الذي أمره بعدم التحدث في ذلك الموضوع حتى يسأله الإمبراطور عن الإسلام بنفسه، ولما لم يسأله عن ذلك صح حدس الإمام في كون الإمبراطور غير ناو لتغيير ديانته وإنما فتح أبواب التجارة بين البلدين..، وبهذا توفي الإمبراطور على ديانته المسيحية عام (1078ه / 1667م).
مخ ۴۷