دخول أبين ولحج وعدن عندما آل أمر الإمامة إلى إسماعيل بن القاسم عام (1054ه / 1644م) جهز ابن أخيه أحمد بن الحسن للاستيلاء على أبين ولحج وعدن، والذي كان لديه الاستعداد التام لتنفيذ المهمة، فغادر أحمد ابن الحسن مدينة إب مع جيش يتألف من ثلاثة آلاف مقاتل يساعده أخوه محمد، واتجه إلى الجنوب عند النجد الأحمر والجند، ثم تقدم إلى الدمنة في أرض السلمي ومنها إلى الأعمور ثم وادي حجر(1) الذي يعتبر من أودية حضرموت، وهو إلى الغرب من المكلا إلى حائط اللئيم. وهناك التقى مع أمير المنطقة ويدعى الحسين بن عبد القادر بن محمد الجرهمي، الذي كان والده عبد القادر نصيرا مخلصا للإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم، ولكن هذا الحسين رفض الأسلوب الذي كان ينتهجه والده، واستعان بالقبائل لمنع جيوش الإمام إسماعيل بقيادة ابن أخيه أحمد من الدخول إلى تلك المناطق، الأمر الذي استدعى شن حرب عليه انتهت بانتصار أحمد بن الحسن واستسلام الحسين الذي فر هاربا تاركا جنوده للمقاومة.
وبعد تحقيق ذلك الانتصار استولى أحمد على ممتلكات الحسين بن عبد القادر وصادر أملاكه وحفظ أسرته، ثم قام بإرسالها إلى الحج بصحبة ناصر بن عبد القادر أخ الحسين الذي كان مناصرا للإمام، وبعد هذا لحق الحسين بالإمام وابن أخيه وعمل معهما لتوحيد الأراضي اليمنية.
مخ ۳۵