متشابه قرآن
نظرة وبيان في متشابه القرآن
ژانرونه
فالمعنى اللائق: ب{أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام }، أي يأتيهم عذابه بواسطة الغمام كما قال تعالى: {قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ماستعجلتم به ريح فيها عذاب اليم } ويكون من الإسناد المجازي كما قال سليمان عليه السلام : {فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها} [النمل:37]، يعني: يرسل إليهم جنوده ولو لم يكن معهم.
وكما قد يقول رئيس دولة لأعدائه: سآتيكم في جيش وقوات عظيمة تدمركم، مع أنه لا لن يأتي هو مع الجيش، وإنما يرسل الجيش وهو باق في محله؛ فهذا كله من باب الإسناد المجازي.
ومما يؤيد هذا المعنى قول الله سبحانه في اليهود: {فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم} [النحل:26]،
فإن الآية هذه لا يمكن حملها على ظاهرها؛ لأنه لا أحد يقول إن الله جاء وهدم بيوتهم من القواعد بنفسه، وإنه جاء مجيئا حقيقيا، هذا ما لا يقول به مسلم.
وإنما المعنى أتى الله أي أتى عذابه وأتى جند الله يخربونها من القواعد؛ وانظر كيف قال الله في آية أخرى: {فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين} [الحشر:2]، أي أن الله مكن المؤمنين منهم ومن الاستيلاء والانتصار عليهم من الجهة التي لم يكونوا يأملون أنهم يأتون منها، وتصيبهم الهزيمة من قبلها، هذا معنى: أتاهم الله من حيث لم يحتسبوا.
مخ ۹۳