هؤلاء نسبوا إلى الله بعض صفات المخلوقين، واستندوا في أقوالهم إلى بعض الآيات المتشابهة في القرآن الكريم وجعلوها حجة لهم.
وجاروا على أهل البيت ومن تبعهم، ونبزوهم بالألقاب السيئة،
فسموهم: بالقدرية والمعطلة والمبتدعة، ونسبوهم إلى الضلال، وإلى مخالفة ما جاء به الكتاب والسنة، وأنهم هم فقط أي من يسمون أنفسهم بأهل السنة المتمسكون بالكتاب والسنة. أما أهل البيت عليهم السلام فإنهم في نظرهم يحرفون نصوص القرآن، ويتأولونه على ما يوافق أهواءهم، ويتجاوزون بعقولهم ويغلون فيها حتى يفسدوا كلام الله، ويحولونه عن مراده وعن معناه الواضح إلى معنى لا يحتمله الكلام.
ويسمون أهل البيت عليهم السلام: بالمعتزلة والمتأولة والمعطلة الذين يتأولون على حد زعمهم الآيات والأحاديث ويخرجونها عن ظاهرها وذلك لكي لا يظهر أنهم مخالفون لأهل البيت عليهم السلام، بل كأنهم إنما يخالفون المعتزلة.
وأما هم فيزعمون أنهم باقون ومحافظون على نصوص القرآن والسنة، وأنهم لم يتأولوا، ولم يحرفوا، ولم يغيروا.
فنريد هنا استعراض مسألة التأويل في القرآن الكريم، وبالأخص استعراض الآيات التي ظاهرها التشبيه لله تعالى، والتي يستند إليها المشبهون ويثبتون بها الاشتراك بين الله وبين خلقه في كثير من الصفات.
مخ ۸