ويعنون بذلك أنك لا تكتفي بأن ينقل لك العالم ويقول لك: الله من صفته كذا اوالله لايجوز عليه كذا، دون معرفة يقينية بصحة ما يقوله، بالدليل الواضح الذي يكون علمك معه ثابتا وراسخا، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم : ((من أخذ دينه عن التفكر في آلاء الله والتدبر لكتاب الله والتفهم لسنتي زالت الرواسي ولم يزل، ومن أخذ دينه عن أفواه الرجال وقلدهم فيه مالت به الرجال من يمين إلى شمال وكان من دين الله على أعظم زوال))(1)
فالمراد بأخذ الدين عن أفواه الرجال هو تقليدهم في أصول الدين،
التي لا يجوز فيها إلا العلم واليقين ليكون الإنسان على عقيدة ثابتة لا تزحزحها الشبهات والشكوك والأوهام.
[بعض وسائل معرفة الله وافتراق الناس فيها]
وسنحاول هنا أن نستعرض بعض ما يوصلنا إلى معرفة الله سبحانه من خلال الكتاب والسنة، من خلال الأحاديث النبوية والآيات القرآنية.
وقد انقسم الناس إلى فرقتين في مسائل صفات الله سبحانه:
فرقة يقال لها العدلية وهم أهل البيت عليهم السلام ومن وافقهم من المعتزلة وبعض الخوارج، وسموا عدلية: لأنهم قالوا بعدل الله وتوحيده وتنزيهه عن مشابهة المخلوقين.
وفرقة أخرى يسمون المجبرة والمشبهة والمجسمة والحشوية، ويسمون أنفسهم بأهل السنة والجماعة.
مخ ۷