متشابه قرآن
نظرة وبيان في متشابه القرآن
ژانرونه
وأيضا مما يدل على أنه ليس المراد بالآية الرؤية قوله تعالى: { وجوه يومئذ } المراد به يوم القيامة مع أن أهل السنة مجمعين على أن المؤمنين لا يرون الله تعالى في المحشر وإنما يرى عندهم في الجنة، كما يذكر ذلك الإجماع أبن العربي في عارضة الأحوذي قائلا:
إن الناس في هذه الحال لا يرونه سبحانه في قول العلماء، وإنما
محل الرؤية الجنة بإجماع العلماء أه(1).
[ تفسير{ وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة } ]
فإن قالوا: إذا فما معنى الآية عندكم؟ وماذا تقولون فيها؟.
فنقول لهم: إن معناها عندنا سهل قريب لا يحتاج إلى كلفة، فنقول: {وجوه يومئذ ناضرة(22)}، أي وجوه يوم القيامة مشرقة مبتهجة مسرورة، {إلى ربها ناظرة(23)}، أي مؤملة في الله سبحانه وراجية لرحمته وثوابه؛ فالنظر هنا بمعنى الرجاء والتأميل وانتظار الرحمة، لا بمعنى نظر العين؛ وهذا مشهور في كلام العرب أنهم يستخدمون النظر بمعنى الرجاء والتأميل وانتظار الخير.
وكما قد ورد النظر في القرآن بمعنى الإنتظار، لا النظر بالعين، قال تعالى حاكيا عن بلقيس: {وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون(35)} [النمل]، أي منتظرة ما يرجع به المرسلون،
مخ ۱۵۶