149

فالآية الكريمة عبارة عن مثل ضربه الله سبحانه لنا، يعني أن الله هو الذي نور السماوات والأرض وما بينهما،ونور العالمين جميعا بالحق والدين الصحيح، وأن كل المخلوقات سائرة بنوره، أي بهدايته وتدبيره، فقال: {ويضرب الله الأمثال للناس} [النور:35].

والنور يستعمل في اللغة للهادي، فالهادي إلى الشيء والدال عليه يسمى نورا؛ لأنه يهدينا إلى الطريق وينورها لنا ويدلنا عليها، ولذلك سمى الله النبي صلى الله عليه وآله وسلم نورا وسراجا حيث قال: {إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا(45) وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا(46)} [الأحزاب]، فهل كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم على ظاهر الآية شعلة أو مصباحا حقيقيا يضيء للناس في ظلامهم؟!

إنما كان النبي هاديا ودالا للناس إلى طريق الحق والدين القويم.

كما قال تعالى: {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم(52)} [الشورى].

وكذلك قال الله في القرآن: {ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء} [الشورى:52]، أي أن القرآن هاد يهدي إلى طريق الحق والدين القويم.

مخ ۱۴۹