145

ومنها: أن النفس تأتي في الكلام لتأكيد الشيء نفسه، فعندما

تأتي بكلام تقول: هذا نفس الواقع، يعني أن هذا هو الواقع؛ لا أن للواقع نفسا.

[ معنى { واصطنعتك لنفسي }{ولا أعلم ما في نفسك } ]

فكذلك قول الله سبحانه: {واصطنعتك لنفسي(41)}، أي اصطنعتك لي، أي ربيتك لرسالتي، وقول عيسى عليه السلام : {تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك}، يعني: تعلم سري وجهري وغيبي، ولا أعلم غيبك وسرك.

لأن العرب يعبرون بما في النفس عن السر، ولذا قال الله في يوسف: {فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم} [يوسف:77].

فأراد عيسى عليه السلام هذا المعنى أي: أنك تعلم سري وغيبي ولا أعلم سرك وغيبك بدليل أنه قال بعدها: {إنك أنت علام الغيوب(116)} [المائدة]، يعني إنك تعلم بكل غائب وأنا لا أعلم إلا ما علمتني. فهذا معنى صحيح من معاني النفس عند العرب.

وعلى ما ذكرنا من أن النفس يعبر بها عن الشيء ذاته، جاء قول الله سبحانه وتعالى: {ويحذركم الله نفسه} [آل عمران:28]، أي ويحذركم الله إياه.

مخ ۱۴۵