144

ثم رووا أن قتادة دخل على أبي سعيد زائرا في مرضه، فوجده مستلقيا واضعا رجله اليمنى على اليسرى، فسلم عليه وجلس،ثم رفع قتادة يده إلى رجل أبي سعيد فقرصها قرصة شديدة، فقال أبو سعيد: سبحان الله يابن أم أوجعتني،فقال: ذلك أردت. إن رسول الله (ص) قال: إن الله لما قضى خلقه استلقى ثم وضع إحدى رجليه على الأخرى ثم قال: لاينبغي لأحد من خلقي أن يفعل هذا. قال أبو سعيد لا جرم لا أفعله أبدا ))(1).

وأغلب المجسمة من الحنابلة الذين يسمون أنفسهم في عصرنا هذا

بأهل السنة والجماعة هم مجسمة مصرحون بالتجسيم تبعا لسلفهم من مجسمة الحنابلة.

[مسألة النفس ]

ومما جاءوا به لإثبات التجسيم إثبات النفس لله تنزه وتقدس كأنه لم يستقم لهم إله بجسم وأعضاء وليس فيه نفس ولا روح.

فأخذوا من آيات القرآن قول الله تعالى: {واصطنعتك لنفسي(41)} [طه]، وقوله: {تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك} [المائدة:116]، فحرفوها عن معانيها اللائقة بها ليتم لهم ما أرادوا من التشبيه.

فقالوا: قد قال الله تعالى إن له نفسا.

فنقول: النفس في اللغة تطلق على معان، منها: النفس بمعنى الروح، ومنها: النفس بمعنى الدم كما يقول أهل الفقه: إن الذي لا نفس له سائلة لا تكون ميتته نجسة يعنون لا دم فيه.

مخ ۱۴۴