113

متنبی وماله وما علیه

أبو الطيب المتنبي وما له وما عليه

پوهندوی

محمد محيي الدين عبد الحميد

خپرندوی

مكتبة الحسين التجارية

د خپرونکي ځای

القاهرة

قلت أنا: ولو قال غير ما قاله لم يكن فصيحا شريفا، لأن في القرآن (ثم سواك رجلا) ولا أفصح ولا أشرف مما ينطق به كتاب الله عز ذكره وكقوله (من المتقارب):
سما بك همي فوق الهموم ... فلست أعد يسارًا يسارا
ومن كنت بحرا له يا علي ... لم يقبل الدر إلا كبارا
وكقوله (يمدح سيف الدولة) (من المتقارب):
أنلت عبادك ما أملوا ... أنالك ربك ما تأمل
وكقوله (في المغيث بن علي العجلي) (من الوافر):
وأعطيت الذي لم يعط خلق ... عليك صلاة ربك والسلام
ذكر آخر شعره وأمره
لما أنجحت سفرته، وربحت تجارته بحضرة عضد الدولة، ووصل إليه من صلاته أكثر من مائتي ألف درهم استأذنه في المسير عنها ليقضي حوائج في نفسه، ثم إليها فأذن له، وأمر بأن نخلع عليه الخلع الخاصة، ويقاد إليه الحملان الخاص، وتعاد صلته بالمال الكثير، فامتثل، وأنشده أبو الطيب الكافية التي هي آخر شعره، وفي أضعافها كلام جرى على لسانه كأنه ينعى فيه نفسه، وإن لم يقصد ذلك، فمنه قوله (من الوافر):
فلو أني استطعت خفضت طرفي ... فلم أبصر به حتى أراكا
وهذه لفظة يتطير منها. ومنه
إذا التوديع أعرض قال قلبي ... عليك الصمت لا صاحبت فاكا

1 / 142