110

متنبی وماله وما علیه

أبو الطيب المتنبي وما له وما عليه

پوهندوی

محمد محيي الدين عبد الحميد

خپرندوی

مكتبة الحسين التجارية

د خپرونکي ځای

القاهرة

وأني عنك بعد غد لغاد ... وقلبي في فنائك غير غاد
محبك حيث ما اتجهت أركابي ... وضيفك حيث كنت من البلاد
وكقوله (من الكامل):
سر حيث شئت يحله النوار ... وأراد فيك مرادك المقدار
وإذا ارتحلت فشيعتك سلامة ... حيث اتجهت وديمة مدرار
وأراك دهرك ما تحاول في العدا ... حتى كأن صروفه أنصار
أنت الذي بحج الزمان بذكره ... وتزينت بحديثه الأسمار
وكقوله في اللطف بالصديق والعنف بالعدو (من الكامل):
إني لأجبن عن فراق أحبتي ... وتحسن نفسي بالحمام فأشجع
ويزيدني غضب العداة جراءة ... ويلم بي عتب الصديق فأجزع
وكقوله في حسن الكناية (من الخفيف):
تشتكي ما اشتكيت من ألم الشوق ... إلينا، والشوق حيث النحول
وإنما كنى عن تكذيبها ولم يصرح به: أي أنا أشتكي الشوق ونحول يدل على ذلك، وهي غير ناحلة فليست مشتاقة وكقوله (من الرجز):
أبيض ما في تاجه ميمونه ... عفيف ما في ثوبه مأمونه
أي: عفيف الفرج، فكنى به. وكقوله في حسن الحشو (من الكامل):
صلى عليك الله غير مودع ... وسقى ثرى أبويك صوب غمام
(غير مودع) حشو، ولكنه حسن وكقوله (من الطويل):
ويحتقر الدنيا احتقار مجرب ... يرى كل ما فيها، وحاشك، فانيا

1 / 139