فقمت فائتزر بأحدهما وارتدى بالآخر، وأخذ البردين الخلقين اللذين كانا عليه، فجعلهما على يده، ونزل ونزلت خلفه، فلما توسطنا سوق الليل لقيه سائل، فقال: اكسني، يا ابن بنت رسول الله ﷺ.
فأعطاه البردين الخلقين ومضى، فلحقت السائل، فقلت: من هذا؟ فقال: هذا جعفر بن محمد الصادق ﵁.
٢٩ - قال ابن عراك: وحدثني أبو بكر محمد بن بشير بن عبد الله العكبري، قال: ثنا أبو الغمر محمد بن مسلم الأموي، قال: ثنا أبو نافع الأسود وكان مجاب الدعوة، قال: حدثني الليث بن سعد، قال: حججت إلى مكة سنة ثلاث عشرة، فأتيتها وقد كسفت الشمس، فصعدت إلى جبل أبي قبيس أخلو فيه، فإذا بكهل قائم قد بسط يديه وهو يدعو، ثم قال: «اللهم، إن بردي هذين قد خلقا؛ اللهم، إني جائع فأطعمني» .
1 / 34