مستعذب الاخبار بأطیب الاخبار
مستعذب الإخبار بأطيب الأخبار
خپرندوی
دار الكتب العلمية
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٢٥ هـ / ٢٠٠٤ م
د خپرونکي ځای
بيروت
ژانرونه
سيرت
فلما كانت الليلة التي فتح الله عليهم في غدها قال- ﵇: «لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، أو يحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه «١»» .
فلما كان الغد أتى «علي» ﵁، وكان تأخر لرمد أصابه، فبصق ﵇ في عينيه فبرئ لحينه، ثم أعطاه الراية فسار إليهم، فقاتلهم، وقاتلوه أشد القتال «٢»؛ حتى إذا أيقنوا بالهلكة سألوا رسول الله ﷺ أن يسيرهم، ويحقن دماءهم ففعل/ وصالحهم في الأموال على نحو ما فعل مع أهل «خيبر»، فكانت «خيبر» فيئا بين المسلمين، وكانت «فدك» خالصة لرسول الله ﷺ؛ لأنهم لم يجيفوا عليها بخيل ولا ركاب «٣» .
(١) حديث «لأعطين الراية ...» متفق عليه أخرجه: الإمام البخاري في صحيحه كتاب «الجهاد والسير» رقم: ٢٧٥٣، عن سلمة بن الأكوع، وبرقم: ٢٧٢٤: عن سهل بن سعد. وأخرجه مسلم في صحيحه رقم: ٣٣٧٢: عن سلمة بن الأكوع. وانظر: جامع الترمذي كتاب «المناقب» رقم: ٣٦٥٨. وانظر: السنن لابن ماجه «المقدمة» رقم: ١١٨: عن سعد بن أبي وقاص. وانظر: مسند الإمام أحمد «مسند العشرة المبشرين بالجنة» رقم: ٧٣٩. وانظر: «الكامل في التاريخ» للإمام ابن الأثير ٢/ ١٠١. وانظر: «الإشارة» للحافظ مغلطاي ص ٢٨٥.
(٢) حول شجاعة «علي» ﵁ وتترسه بباب من أبواب الحصن ... إلخ. انظر: «السيرة النبوية» لابن هشام- فتح خيبر- ٤/ ٤٢- ٤٣.
(٣) عن صلح «خيبر» قال ابن هشام في «السيرة النبوية» ٤/ ٤٣- ٤٤ قال ابن إسحاق: «... وحاصر رسول الله ﷺ أهل خيبر في حصنيهم: «الوطيح» و«السلالم»؛ حتى إذا أيقنوا ... «إلى قوله»: «ففعل» . وكان رسول الله قد حاز الأموال كلها: الشق، ونطاة، والكتيبة، وجميع حصونهم، إلا ما كان من ذينك الحصنين، فلما سمع بهم أهل «فدك» قد فتح الله عليهم «خيبر» بعثوا إلى رسول الله ﷺ بعد أن ألقى الله الرعب في قلوبهم- يسألونه أن يسيرهم، وأن يحقن دماءهم، ويخلوا له الأموال على النصف ففعل، وكان فيمن مشي بين رسول الله ﷺ وبينهم في ذلك «محيصة بن مسعود» ... فلما نزل أهل «خيبر» على ذلك سألوا رسول الله ﷺ أن يعاملهم في الأموال على النصف، وقالوا: «نحن أعلم بها منكم، وأعمر لها فصالحهم رسول الله ﷺ على النصف على أنا إذا شئنا أن نخرجكم أخرجناكم فصالحه أهل «فدك» على مثل ذلك؛ فكانت «خيبر» فيئا بين المسلمين؛ وكانت «فدك» خالصة لرسول الله ﷺ لأنهم لم يجلبوا ولا ركاب» اه: السيرة النبوية. وانظر: «الكامل في التاريخ» لابن الأثير ٢/ ١٠٢، ١٠٣.
1 / 288