220

مستعذب الاخبار بأطیب الاخبار

مستعذب الإخبار بأطيب الأخبار

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٥ هـ / ٢٠٠٤ م

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

سيرت
ولعبت الحبشة «١» بحرابهم فرحا بقدومه ﷺ، وجعل الصحابة- رضوان الله عليهم- يتسابقون إليه بالأطعمة «٢» والهدايا، وكان «سعد بن عبادة» يرسل إليه كل يوم قصعة، و«أبو أيوب» يصنع الطعام مع ذلك، وكان ﵇ قد خرج من مكة «٣» (هو

(١) حول لعب الحبشة بحرابهم ... إلخ. أخرج أبو داود في سننه كتاب (الأدب) حديث رقم: ٤٢٧٧ بلفظ: «... لما قدم رسول الله ﷺ المدينة لعبت الحبشة ...» . وانظر: (الوفا بأحوال المصطفى) للإمام ابن الجوزي ١/ ٣٩٧- الباب العاشر في ذكر «فرح أهل المدينة بقدومه ﷺ ... إلخ» اه: الوفا ... نسخة المسجد النبوي ٩٥٨٣ في ٥/ ٥ سنة ١٤١٥ رقم: ٢١٩/ ح. و. و.
(٢) حول تسابق الصحابة- ﵃ في تقديم الأطعمة إلى رسول الله ﷺ قال الإمام الصالحي في كتابه (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد) ٣/ ٢٧٥- الباب السادس في قدومه ﷺ المدينة- قال: قال الإمام يحيى بن الحسن في (أخبار المدينة): عن زيد بن ثابت ﵁ قال: «لما نزل رسول الله ﷺ على «أبي أيوب» لم يدخل منزل رسول الله ﷺ هدية، وأول هدية دخلت بها عليه «قصعة» مثرودة- خبز بر وسمن ولبن- فوضعتها بين يديه، فقلت يا رسول الله: أرسلت بهذه القصعة، أمي، فقال: «بارك الله فيها» ودعا أصحابه- ﵃ فأكلوا، فلم أرم الباب حتى جاءته قصعة «سعد بن عبادة» على رأس غلام مغطاة، فأقف على باب «أبي أيوب، فأكشف غطائها؛ لأنظر، فرأيت ثريدا عليه «عراق» فدخل بها على رسول الله ﷺ قال زيد: فلقد كلنا في بنى مالك بن النجار، ما من ليلة، إلا على باب رسول الله ﷺ منا الثلاثة والأربعة يحملون الطعام، ويتناوبون بينهم، حتى تحول رسول الله ﷺ من بيت «أبي أيوب» وكان مقامه فيه سبعة أشهر، وما كانت تخطئه جفنة «سعد بن عبادة» وجفنة «أسعد بن زرارة» كل ليلة. وفيه قيل لأم أيوب: «أى الطعام كان أحب لرسول الله ﷺ؛ فإنكم عرفتم ذلك لمقامه عندكم؟ فقالت: ما رأيته أمر بطعام فصنع له بعينه، ولا رأيناه أتى بطعام فعابه، وقد أخبرني «أبو أيوب» أنه تعشى عنده ليلة من قصعة، أرسل بها «سعد بن عبادة» طفيشل. قال أبو أيوب: فرأيت رسول الله ﷺ ينهل تلك القدر ما لم أره ينهل غيرها، فكنا نعملها له، وكنا نعمل له الهريس، وكانت تعجبه، وكان يحضر عشاءه خمسة إلى ستة عشر، كما يكون الطعام في الكثرة والقلة» اه: سبل الهدى والرشاد.
(٣) حول خروج رسول الله ﷺ من مكة إلى المدينة قال ابن هشام في (السيرة النبوية) مع (الروض الأنف) للسهيلى ٢/ ٢٢٥. قال ابن إسحاق: «فلما قرب أبو بكر ﵁ الراحلتين إلى رسول الله ﷺ قدم له أفضلهما، ثم قال: اركب فداك أبي وأمى؛ فقال رسول الله- ﷺ: «إني لا أركب بعيرا ليس لى» قال: فهى لك يا رسول الله بأبي وأنت وأمى، قال: «لا»؛ «ولكن ما الثمن الذي ابتعتها به؟» قال: كذا، وكذا قال: «قد أخذتها به» قال: «هي لك يا رسول الله؛ فركبا؛ وانطلقا، وأردف «أبو بكر الصديق» ﵁ «عامر بن فهيرة» -

1 / 230