209

مستعذب الاخبار بأطیب الاخبار

مستعذب الإخبار بأطيب الأخبار

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٥ هـ / ٢٠٠٤ م

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

سيرت
«عبد مناف» مؤمنهم وكافرهم إلا «أبا لهب»؛ فإنه فارق قومه وظاهر عليهم قريشا «١»؛ فلقى بعد ذلك «هند بنت عتبة «٢»» فقال لها: «هل نصرت اللات «٣» والعزى «٤»»؟
فقالت: «نعم جزاك الله خيرا أبا عتبة» .

(١) قوله: «وظاهر عليهم» أي: أيد وعاون قريشا عليهم.
(٢) و«هند ...» ترجم لها الإمام ابن عبد البر في (الاستيعاب) ١٣/ ١٧٨، ١٨٢ رقم: ٣٥١٤ فقال: «هند بنت عتبة بن ربيعة، بنت عبد شمس ...» أم «معاوية» ﵄ أسلمت عام الفتح، بعد إسلام زوجها «أبو سفيان»، فأقرهما رسول الله ﷺ على نكاحهما. قال أبو عمر: «قالوا: فلما قتل «حمزة» وثبت عليه، فمثلت به، وشقت بطنه، واستخرجت كبده فشوت منه، وأكلت فيما يقال؛ لأنه كان قد قتل أباها يوم «بدر»، وقيل: غير ذلك ... ثم ختم الله لها بالإسلام، فأسلمت يوم الفتح، فلما أخذ رسول الله ﷺ البيعة على النساء- ومن الشرط فيها ألا يسرقن، ولا يزنين- قالت له هند: وهل تزني الحرة وتسرق يا رسول الله؟ فلما قال: ولا يقتلن أولادهن. قالت: ربيناهم صغارا، وقتلتهم أنت ب «بدر» كبارا، أو نحو هذا من القول، وشكت إلى رسول الله ﷺ أن زوجها «أبا سفيان» لا يعطيها من الطعام ما يكفيها وولدها؛ فقال لها رسول الله ﷺ: «خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك أنت وولدك» . توفيت- ﵂ في خلافة «عمر» ﵁ في اليوم الذي مات فيه «أبو قحافة»، والد «أبي بكر الصديق» ﵄ اه: الاستيعاب. وانظر: (الإصابة) للإمام ابن حجر- القسم الأول- ١٣/ ١٦٥، ١٦٧ رقم: ١١٠٠.
(٣) و«اللات»: قال عنها الإمام أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب بن الكلبى في كتابه (الأصناف) ص ٣٦: كانت صخرة مربعة، وهي بالطائف، وأحدث من «مناة» . وكان يهودي يلت عندها السويق، وكان سدنتها من «ثقيف»: بنو عتاب بن مالك، وكانوا بنوا عليها بناء، وكانت قريش، وجميع العرب يعظمونها» اه: الأصنام لابن الكلبي. تحقيق أحمد زكي باشا. طبع دار الكتب المصرية- إحياء الاداب العربية- سنة ١٣٤٣ هـ/ ١٩٢٤ م.
(٤) و«العزى» - بضم العين وتشديد الزاى- قال عنها الإمام السهيلي في كتابه (الروض الأنف) - بحاشية السيرة النبوية لابن هشام- ١/ ٢٥٧: «كانت نخلات مجتمعة، وكان عمرو بن لحي، قد أخبرهم- فيما ذكرت أن العرب يشتى بالطائف عند «اللات»، ويضيف ب «العزى» فعظموها، وبنوا لها بيتا، وكانوا يهدون إليه، كما يهدون إلى «الكعبة»، وهي التي بعث رسول الله ﷺ «خالد بن الوليد»؛ فقال له سادنها: يا خالد احذرها؛ فإنها تجذع وتكنع- تشل- فهدمها «خالد»، وترك فيها جذمها- أصلها- فقال قيمها: والله لتعودن، ولتنتقمن ممن فعل بها هذا، فذكر، والله أعلم- أن رسول الله ﷺ قال لخالد: «هل رأيت فيها شيئا؟! فقال: لا. فأمره أن يرجع، ويستأصل بقيتها بالهدم، فرجع «خالد»، فأخرج أساسها، فوجد فيها امرأة سوداء، منتفشة الشعر، تخدش وجهها، فقتلها، وهرب القيم، وهو يقول: لا تعبد «العزى» بعد اليوم» اه: الروض الأنف.

1 / 219