موسیقی شرقی
الموسيقى الشرقية: ماضيها، حاضرها، نموها في المستقبل
ژانرونه
لقد اتفق كثير من العلماء على أن الخمسة الروسيين الذين ذكرناهم كانوا بمجموع أعمالهم أفضل من جميع المعاصرين لهم في البلاد الأخرى من أوروبا، وإني أسرد - مصداقا لذلك - قول أعظم حجة بين علماء الموسيقى، ألا وهو المسيو كومباريو
J. Combarieu ؛ إذ قال - في الجزء الثالث، الذي ظهر سنة 1919، من كتابه «تاريخ الموسيقى العام»، صحيفة 589 من الطبعة الأولى، عن السانفوني المعروفة «بشهرزاد»، وهي صفوة مؤلفات رمسكي كورساكوف، أحد الخمسة، وأعظم نابغة فيهم وفي الروسيا:
توجد في شهرزاد قوة إبداع تتجدد دون انقطاع، ولون نادر متنوع مندمج فيما حوله، ومتحد بأوزان تكون دائما على غير انتظار، وما هي إلا إسراف في الخيال رقيق وقوي في آن واحد. وإن أعظم الموسيقيين في الوصف والتعبير من الفرنسيين والألمان ليظهرون شاحبين قصيري الخيال والنفحات بجانب رمسكي كورساكوف.
تأثير الموسيقى الشرقية في الروسيا والمجر وممالك البلقان
فتح الأتراك جنوب الروسيا حتى اقتربوا من موسكو في عهد كاترينا الثانية، ولولا خداعها وفتنتها للقائد التركي لاستمر في التوغل، وقد احتلوا المجر نحو مائتي سنة، وكانت الموسيقى متقدمة وقتئذ في تركيا، ومتأخرة في الروسيا والمجر وممالك البلقان، فأثرت فيها، واستمرت إلى وقتنا هذا حافظة لهذا التأثير.
وأظن أن كثيرا من أهل الإسكندرية والمصطافين فيها من أهل المدن الأخرى سمعوا الأوركستر الروماني وألحانه المشابهة لألحاننا، ولا سيما التقسيم الذي يقسمونه كتقسيمنا الشرقي. والذي يهمنا الآن هو النظر في الموسيقى الروسية؛ لأنها أعظم وأرقى مثال نجتذبه توصلا للوسائل الناجعة في النهوض بموسيقانا الشرقية.
إنني أنصح للمولعين بالموسيقى أن يراقبوا الكونسيرات الشهيرة حينما توقع شيئا من مؤلفات رمسكي كورساكوف وبورودين؛ فإن هذين النابغتين من أعظم الروسيين الذين حافظوا على الأنغام الروسية؛ ليتحقق المصريون من جمال أسلوبهما، وليسعوا في إدخال الأرموني والكونترپوان على موسيقاهم دون أن يخرجوها من طورها الشرقي الجميل. وإني أذكر بعض القطع المهمة من مؤلفات هذين النابغتين، لا سيما ما طبع منها في أسطوانات الجراموفون إذا تعسر على البعض سماعها في أوركستر:
Rimsky Korsakoff
Le Coq d’or
Rimsky Korsakoff
ناپیژندل شوی مخ