============================================================
المواعظ والاغتبار في ذكر الخطط والآثار الوزير وسائر الأشراف والقضاة والعلماء والشهود ووجوه التجار والرعية إلى الجيزة، فلما تكامل الناس أقبل القائد جوهر في عساكره فصاح بعض حجابه: "الأرض إلا الشريف والوزيره. وتقدم الناس وأبو جعفر أحمد بن نصر يعرفه بالناس واحدا واحدا، فلما فرغوا من كه، السلام عليه عاد الناس إلى الفسطاط: فلما زالت الشمس أقبلت العساكر فعبرت الجسر ودخلت أفواجا أفواجا ومعهم صناديق بيت المال على البغال، وأقبلت القباب، وأقبل جوهر في حلة مذهبة مثقل في فرسانه ورجالته، وقاد العسكر بأسره إلى المناخ الذي رسم له الموز عليه السلام، موضع القاهرة. واستقرت به الدار، وجاعته الألطاف والهدايا، فلم يقبل من أحد طعاما إلا من أبي جعفر مسلم(1).
وقال غير واحد من المؤرخين: لما أناخ جوهر في موضع القاهرة الآن واختط القصر، أصبح المصريون يهثونه فوجدوه قد حفر أساس القصر بالليل(2؛ ولم يكن بهذا القصر عمارة إلا بستان لكافور وكان عامرا آهلا على أحسن هيئة إلى سنة خمس وأربعين وستمائة().
ويقال إن جؤهر، لما بنى القصور وأدار عليها السور، سماها "المنصورئة(1، فلما قدم المعز لدين الله إلى الديار المصرية واستقر بها سماها "القاهرةه. وسبب تسميتها بذلك أن القائد جؤهر لما أراد بناء القاهرة أحضر المتجمين وعرفهم آنه يريد عمارة بلد ظاهر مصر ليقيم بها الجند، وأمرهم باختيار طالع لوضع الأساس بحيث لا يخرج البلد عن نسلهم، فاختاروا طالعا لحفر السور وطالعا لابتداء وضع الحجارة في الأساس، وجعلوا بدائر السور قوائم من خشب بين كل قائمتين حبل فيه أجراس، وقالوا للعمال: إذا (4) على اسم العاصمة التى أنشأها المنصور (1) المقريزى: اتعاظ : 11-110 بالله والد المعز بالقرب من القيروان راجع (4) قارن القررى: الحطط 2:2 .ر
مخ ۱۹۳