مروج الذهب او معدن جواهر
مروج الذهب ومعادن الجوهر
والبيت الرابع هو النوبهار الذي بناه من وشهر بمدينة بلخ من خراسان على اسم القمر، وكان من يلي كسدانته تعظمه الملوك في ذلك الصقع وتنقاد إلى أمره وترجع إلى حكمه، وتحمل إليه الأموال، وكانت عليه وقوف، وكان الموكل بسدانته يدعي البرمك، وهو سمة عامة لكل من يلي سدانته، ومن أجل ذلك سميت البرامكة؛لأن خالد بن برمك كان من ول من كان على هذا البيت، وكان بنيان هذا البيت من أعلى البنيان تشييدا وكان تنصب على أعلاه الرماح عليها شقاق الحرير الأخضر طول الشقة مات ذراع فما دونها قد نصب لذلك رماح وخشب تدفع قوة الريح بما عليها من الحرير، فيقال والله أعلم: إن الريح خطفت يوما بعض تلك الشقاق ورمت به، فأصيب على مسافة خمسين فرسخا، وقيل: أكثر من تلك المسافة وهذا يدل على زيادته في إلجو وتشييد بنيانه، وكان الحيز المحيط بهذ البنيان أميالا لم نذكزها، إذ كان أمر ذلك مشهورا من وصف علو السور وعرضه.
قال المسعودي: وقد ذكر بعض أهل الرواية والتنقير أنه قرأ على باب النوبهار ببلخ كتابا بالفارسية ترجمته: قال بوداسف: أبواب الملوك تحتاج إلى شلاث خصال: عقل، وصبر، ومال وإذا تحته بالعربية: كذب بوداسف الواجب على الحر إذا كان معه واحدة من هذه الثلاث الخصال أن لا يلزم باب السلطان.
غمدان بصنعاء
والبيت الخامس بيت غمدان الذي بمدينة صنعاء من بلاد اليمن، وكان الضحاك بناه على اسم الزهرة، وخربه عثمان بن عفان رضي الله عنه؛فهو في وقتنا هذا وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلثمائة - خراب قد هدم فصار تلا عظيما، وقد كان الوزير علي بن عيسى بن الجراح - حين نفي إلى اليمن وصار إلى صنعاء - بنى فيه سقاية وحفر فيه بئرا.
ورأيت غمدان رثمإ وتلا عظيما قد انهدم بنيانه، وصار جبل تراب كأنه لم يكن، وقد كان أسعد بن يعفر صاحب قلعة كحلان النازل بها وصاحب مخاليف اليمن في هذا الوقت، وهو المعظم في اليمن، أراد أن يبني غمدان، فأشار عليه يحيى بن الحسين الحسني أن لا يتعرض لشيء من ذلك؛إذ كان بناؤه على يدي غلام يخرج من أرض سبأ وأرض مأرب يؤثر في صقع من هذا العالم تأثيرا عظيما.
وقد ذكر هذا البيت جد أمية بن أبي الصلت وقيل: هو أبو الصلت أمية، واسمه ربيعه في مدحه لسيف بن ذي يزن، وقيل: إن الممدوح بهذا الشعر معد يكرب بن سيف حيث يقول:
اشرب هنيئا عليك التاج مرتفقا ... برأس غمدان دارا منك محلالا
وكان أبو أمية جاهليا، وهو القائل في أصحاب الفيل:
إن آيات ربنا بينات ... ما يماري بهن إلاكفور
غلب الفيل بالمغمس ... حتى ظل يحبو كأنه معقور
حوله من شباب كندة فتيا ... ن ملاويث في الحروب صقور
واضعا خلفه الجرار كما قطر صخر من جانب محدور
وقد قيل: إن ملوك اليمن كانوا إذا قعدوا في أعلى هذا البنيان بالليل واشتعلت الشموع رأى الناس ذلك من مسيرة ثلاثة أيام.
بيت بفرغانة بخراسان
والبيت السادس كاوسان، بناه كاوس الملك بناء عجيبا على اسم المدبر الأعظم من الأجسام السماوية وهو الشمس، بمدينة فرغانة من مدائن خراسان، وخربه المعتصم بالله، ولهدمه هذا البيت خبر طريف قد أتينا على ذكره في كتاب أخبار الزمان.
بيت بالصين
مخ ۲۶۳