234

مروج الذهب او معدن جواهر

مروج الذهب ومعادن الجوهر

قال المسعودي: وللناس ممن سلف من الأوائل وخلف من الشرعيين،م كثير في كيفية أفعال النيرين وتأثيرهما في هذا العالم، وما قالوه في ذلك، وما خصوا به كل واحد منهما وأفرده، وما ذهبوا إليه من فعل الثاني منهما وهو القمر وما يظهر من تأثيره في الجزر والمد في بحر الصين الهند والحبش واليمن على حسب ما قدمنا في هذا الكتاب، وكذلك فعله المعادن وأدمغة الحيوان والبيض وسائر النبات، وما يظهر من الزيادات فيه عند امتلائه، والنقص عند نقصانه، وما يكون من بحرانات المرضى ؤ اليوم السابع من العلة، - والرابع عشر وإلحادي والعشرين والثامن والعشرين لأن القمر أربعة أشكال هي أثبت صوره، فيه شكل التنضيف، وشكل التمام، وشكل التنصيف عن التمام، وشكل المحاق، ولكل شكل هذه سبعة أيام؛لأنه في سبع ليالي يتنصف، وفي الرابعة عشرة يتم، وب الحادية والعشرين يتنصف، وفي الثامنة والعشرين ينمحق، كذلك البحرانات، وعند هذه الطائفة يصح في السابع والرابع عشر وإلحادي والعشرين والثامن والعشرين ويصح أيضا في تنصيفات هذه،إذ كانت هذه الأشكال أثبت أشكال الشيء المنقسم، وقد خالف هؤلاء خلق كثير من ذهب إلى غير هذا القول، وأن ذلك من قبل الأخلاط، وغير ذلك كل الطبائع الأربع، وغيرها مما قد أتينا على إيضاحه في كتابنا المترجم بكتاب الزلف وفي كتاب المبادي والتراكيب وغير ذلك في كيفية تأثير الشمس والقمر.

كروية السماء والأرض

وأما الدلائل على أن السماء على مثال الكرة وتدويرها بجميع ما فيما من الكواكب كدورة الكرة، وأن الأرض بجميع أجزائها من البر والبحر علم مثال الكرة، وأن كرة الأرض مثبتة في وسط السماء كالمركز، وقدرها عند قمر السماء قدر النقطة في الدائرة صغرا، ووصف الرابع المسكون من الأرض، وما يعرض فيه من دور الفلك، واختلاف الليل والنهار ووصف خواص هذا الربع المسكون من الأرض ووصف المواضع التي تطاع الشمس فيها شهور ألا تغرب، وتغرب شهورا لا لطلع، فقد أتينا علم وصف جميع ذلك، وما اتضح عليه وانتصب من البراهين، وما قاله الناس في ذلك في كتابنا المترجم بكتاب أخبار الزمان وما أوضحنا فيه من هيث الأفلاك والكواكب، وأن الأرض مع ما وصفنا تدويرها موضوعة فيجوف الفلك. كالمحة في البيضة، والنسيم جاذب أيضا لما في أبدان الخلق من الخفه والأرض جاذبة لما في أبدانه من الثقل؛ إذ كانت الأرض بمنزلة حجر المعناطيس الذي يجذب بطبعه الحديد، وأن الأرض مقسومة نصفين وربينهما خط الاستواء، وهو بين المشرق إلى المغرب وهذا عندهم هو طول الأرض؛لأنه أكبر خطفي كرة الأرض كما أن منطقة البرج أكبر يخط في الفلك، وعرض الأرض من القطب الجنوبي إلى القطب الشمالى، الذي تدور حوله بنات نعش؛ وأن استدارة الأرض فيخط الاستواء ست وثلاثون درجة، والدرجة خمسة وعشرون فرسخا، والفرسخ اثنا ألف ذراع، والذراع اثنان وأربعون إصبعا، والإصبع ست حبات، وتسعا مصفوفة بعضها إلى بعض، يكون ذلك تسعة آلاف فرسخ.

وقد قدمنا فيما سلف من هذا الكتاب في باب ذكر الأرض والبحار ومبادئ الأنهار مقدار الميل والذراع الأسود، وإنما نذكر في كل موضع من هذا الكتاب ما يسنح لنا ونجده في كتب الناس؛ فننقل ذلك عنهم على ما وجدناه في كتبهم، لا أنا نقطع على صحته؛إذ كان ما يذهب إليه في مقدار الميل من الأذرع، والذراع من الأصابع، هو ما بيناه آنفا في باب ذكر الأرض والبحار.

مخ ۲۵۳