مروج الذهب او معدن جواهر
مروج الذهب ومعادن الجوهر
قال المسعودي: وقد اختلفت الناس في علة تسميتها أيام التشريق،وهي أيام منى ولياليها، فقالت طائفة: إنما سميت أيام التشريق لأنهم كانوا يذبحون الذبائح بمنى ويشرقون اللحم في الشمس ، وقال آخرون: إنما سميت أيام التشريق لأن أهل مكة وغيرهم يتشرقون منصرفين إلى أوطانهم، وفيه قول آخر، وهو أنها إنما سميت أيام التشريق لأنهم كانوا يخرجون بمنى وغيرها كالمزدلفة إلى مصليات لهم في فضاء من الأرض فيسمونها المشارق، واحدها مشراق، يسبحون ويدعون، فسميت بذلك أيام التشريق، وفيه قول آخر، وهو أن طائفة زعمت أنه مأخوذ من ذبح البهائم، وهو التشريق، وقالوا: إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الضحية بالمشرقة، يعني المشقوقة الأذنين بالطول، فهي أيام التشريق، وللناس في التشريق من أهل الآراء والنحل كلام كثير لا يحتمله كتابنا هذا وإنما ذكرنا ما أوردناه لتغلغل الكلام بنا إليه واتصاله بما قدمناه، وإن كان كلاما يلحق بالفقه.
الأيام النحسات وأسماء الأيام عند العرب قديما
والأيام النحسات: كل أربعاء يوافق أربعا من الشهر، مثل أربع خلون وأربع عشرة خلت، وأربع عشرة بقيت وأربع وعضرين، وأربع بقين.
وأما أسماء الأيام فأولها الأحد، وإنما سمي بذلك لانه أول يوم خلقه الله من الزمان، وبذلك نطقت التوراة، وقد قدمنا في صدر هذا الكتاب ما في الأيام من بدء الخلق، والاثنين، وسمي لأنه ثان، والثلاثاء، وسمي لأنه ثالث، والأربعاء لأنه رابع، والخميس لأنه خامس، والجمعة لأن الخلق اجتمعوا فيه، والسبت لأن الخلق انقطع فيه وخلق في آخره آدم: وهو مأخوذ من قولهم: نعل سبتية، إذا كانت مقطوعة الشعر، ويقال: سبت شعره، إذا قطعه، وكانت العرب تسميها في الجاهلية: الأحد أول، والاثنين أهون، والثلاثاء جبار، والأربعاء دبار، والخميس مؤنس، والجمعة عروبة، والسبت شيار قال شاعرهم:
أؤمل أن أعيش وأن يومي ... بأول أو بأهون أو جبار
أو المردى دبار، فإن أفته ... فمؤنس أو عروبة أو شيار
أسماء الشهور عند العرب
وكانوا يسمون الشهور: المحرم ناتق، وصفر ثقيل، ثم طليق، نأجر، أسلخ أميح، أحلك، كسع، زاهر، برك، حرف، نعس، وهو ذو الحجة.
الأزمنة الأربعة
وقد اختلف العرب في أسماء الأزمنة الأربعة: فزعمت طائفة منها أن أولها الوسمي، وهو الخريف، ثم الشتاء، ثم الصيف، ثم القيظ، ومنهم من يعد الأول من فصول السنة الربيع، وهو الأشهر والأعم، والعرب تقول: خرفنا في بلد كذا، وشتونا في بلد كذا، وتربعنا في بلد كذا، - وصفنا في بلد كذا.
شهور الروم مرسومة على فصول السنة دون شهور العرب
وشهور العرب ليست مرتبة على فصول السنة ولا على حساب سنة الشمس بل المحرم وغيره من الشهور العربية قد يقع تارة في الربيع وتارة في غيره من فصول السنة.
وشهور الروم مرسومة على ما يوافق فصول السنة التي تقطع فيها الشمس بروج الفلك عن آخرها، ومقادير أيام كل شهر منها ولياليه في الطول والقصر وظهور ما يظهر فيه من النجوم الثابتة للأبصار واستتار ما يستتر منها على ممر الدهور والسنين وهي اثنا عشر شهرا على حسب ما ذكرنا أن أولها تشرين إلى أيلول؛فكل فصل من السنة أربعة شهور معلومة من هذه الأثني عشر شهرا غير حائلة ولا منتقلة انتقال الشهور العربية، ولكل برج منها شهر، فأيلول وتشرين وتشرين لسلطان السوداء. وكانون وكانون وشباط لسلطان البلغم، وآذار ونيسان وأيار لسلطان الدم، وحزيران وتموز وآب لسلطان الصفراء، فأيلول لبرج السنبلة وتشرين الأول لبرج الميزان، وتشرين الأخر لبرج العقرب، وكانون الأول برجه القوس، وكانون الأخر برجه الجدي، وشباط برجه الدلو، وآذار برجه الحوت، ونيسان برجه الحمل، وأيار برجه الثور، وحزيران برجه الجوزاء، وتموز برجه السرطان، وآب برجه الأسد.
وقال المسعودي: وسنذكر فيما يرد من هذا الكتاب جملا من الكلام في الطبائع وفصول السنة، وما يلائم ذلك من المآكل والمشارب وغير ذلك مما لحق بهذا الباب، إن شاء الله تعالى، والله ولي التوفيق.
ذكر قول العرب في ليالي الشهور القمرية وغيرها
مخ ۲۵۰