مروج الذهب او معدن جواهر
مروج الذهب ومعادن الجوهر
قال المسعودي: وأقام معد يكرب بن سيف بن ذي يزن ملكا على اليمن، واصطنع عبيدا من الحبشة حرابة يمشون بين يديه بالحراب، فركب في بعض الأيام من باب قصره المعروف بغمدان بمدينه صنعاء، فلما صار إلى رحبتها عطفت عليه الحرابة من الحبشة، فقتلوه بحرابهم، وكان ملكه أربع سنين، وهو آخر ملوك اليمن من قحطان، فعدد ملوكهم سبعة وثلاثون ملكا وملكوا ثلاثة الاف سنة ومائة وتسعين سنة.
رواية عبيد بن شرية
قال المسعودي: وأما عبيد بن شرية الجرهمي حين وفد على معاوية، وسأله عن أخبار اليمن وملوكها وتواريخ سنيها، فإنه ذكر أن أول ملوك اليمن على حسب ما قدمنا في هذا الباب سبأ بن شجب بن يعرب بن قحطان، ملك مائة سنة وأربعا وثمانين سنة.
ثم ملك بعده الحارث بن شداد بن ملظاط بن عمرو، مائة وخمسا وعشرين سنة.
ثم ملك بعده أبرهة بن الرائش، وهو أبرهة ذو المنار، مائة وثلاثا وثلائين سنة.
ثم ملك بعده إفريقس بن أبرهة، مائة وأربعا وستين سنة. ثم ملك بعده أخوه العبد بن أبرهة، خمسا وأربعين سنة.
ثم ملك بعده الهدهاد بن شرحبيل بن عمرو، وهو ذو الصرح، سنة.
ثم ملكت بعده بلقيس بنت الهدهاد، سبع سنين.
ثم ملك سلمان بن داود عليهما السلام، ثلاثا وعشرين سنة، على حسب ما قدمنا من أمر بلقيس.
ثم ملك بعده رحبعم بن سليمان، سنة.
ثم رجع الملك إلى حمير، فملك من بعد رحبعم بن سليمان ناشر النعم بن يعفر بن عمرو في الأذعار، خمسا وثلاثين سنة، وقد قيل في تسميته ذا الأذعار خبر تأباه العقول، وتنكر النفوس كون مثله في العالم، ويجوز كون ذلك في المقدر وأنه إنما سمن الأذعار لأنه وصل إلى قوم في أقاصي مفاوز اليمن وأرض حضرموت مشوهي الخلقة عجيبي الصورة وجوههم في صدورهم، فلما رأى أهل اليمن ذلك أذدرهم ما شاهدوا من ذلك، وجزعت منه نفوسهم، فسمي ذا الأذعار، وقيل غير ذلك، والله أعلم بكيفيته.
ثم ملك بعده عمرو بن شمر بن إفريقس، ثلاثا وخمسين سنة.
ثم ملك بعده تبع الأقران بن عمرو، وهو تبع الأكبر، مائة سنة وثلاثا وخمسين سنة.
ثم ملك بعده تبع بن ملكيكرب بن تبع خمسا وثلاثين سنة.
ثم ملك بعده تبع بن ملكيكرب بن تبع وهو تبع أبو يكرب أسعد بن ملكيكرب أربعا وثمانين سنة.
ثم ملك بعده كلال بن مثوب، أربعا وسبعين سنة.
ثم ملك بعده تبع بن حسان بن تبع ثلثمائة سنة وستا وعشرين سنة.
ثم ملك بعده مرثد، سبعا وثلاثين سنة.
ثم ملك بعده أبرهة بن الصباح، ثلاثا وسبعين سنة.
ثم ملك بعده ذو شناتر بن زرعة، ويقال يوسف، ويقال: بلى أسمى عريب بن قطن، تسعا وثمانين سنة.
ثم ملك بعده لخنيعة، ويعرف بذي الشناتر، أربعا وثمانين سنة.
فذلك ألف وتسعمائة سنة وسبع وعشرون سنة، وإنما ذكرنا ما حكيناه عن عبيد بن شرية في ترتيب ملوكهم، وتباين تواريخ سنيهم، لنأتي على جميع ما قيل في ذلك من التنازع، والله ولي التوفيق.
ملك فارس باليمن
ولما قتلت الحبشة معد يكرب بن سيف بن ذي يزن - على حسب ما قدمنا - في الرحبة بحرابهم كان بصنعاء خليفة لوهرز في جماعة من العجم، ممن كان ضمهم وهرز إلى معد يكرب فركب وأتى على من كان هنالك من الحبشة، وضبط البلد، وكتب بذلك إلى وهرز وهو بباب أنو شروان الملك، وذلك بالمدائن من أرض العراق، فأعلم وهرز بذلك الملك، فسيره في البر في أربعة آلاف من الأساورة، وأمره بإصلاح اليمن. وأن لا يبقى على أحد من بقايا الحبشة، ولا على جعد قطط قد شرك السودان في نسبه، فأتى وهرز اليمن، ونزل صنعاء، فلم يترك بها أحد من السودان ولا من أنسابهم، وملك أنو شروان وهرز على اليمن إلى أن هلك بصنعاء ثم ملك بعده النوشجان بن وهرز إلى أن هلك بها ثم ملك بعده رجل من فارس يقال له سبحان، ثم ملك بعده خرزاد ستة أشهر، ثم ملك بعده ابن سبحان، ثم ملك بعده المرزبان وكان من أهل بيت مملكة فارس، ثم ملك بعده خرخسرو، وكان مولده باليمن، ثم ملك بعده بآذان ساسان.
ملك اليمن في أبناء إبراهيم
مخ ۲۰۳