قال: وكانت ولايته سنة أربع عشرة أو خمس عشرة.
وذكر محمد بن وضاح قال: هوى إبراهيم بن العباس إلى الشيخ يحيى بن يحيى جدًا، وعول على رأيه، فوجد أعداؤه السبيل إلى ذمه والسعاية عليه، من باب انقطاعه إلى يحيى ورضا يحيى عنه من بين من لم يزل يسخطه من القضاة قبله، فوشوا الوقائع فيهما إلى الأمير عبد الرحمن، وانتصحوه في تآلفهما، وقالوا إن إبراهيم لا يقبل من الناس إلا من أشار عليه يحيى بقبوله ولا يفصل في حكومة إلا عن أمره، فقد استمال الناس إليه، فلهم فيه هوى شديد، وطمعه قوي في أن يصير الأمر في يده، فشغل بال الأمير جدًا، ووهمه في دغل الشيخ يحيى بن يحيى على انحطاطه في شعبه وعزوه لإرادته.
فأحضر ضده عبد الملك بن حبيب وخلا به، وقال له: قد تعلم يدي عندك، وأنا مكترث لأمر كبير أريد أن أسألك عنه، فاصدقني فيه.
فقال: نعم، لا يسألني الأمير - أعزه الله - عن شيء إلا صدقته عنه.
قال: فإنه رفع إلينا عن قاضينا إبراهيم وعن صديقه يحيى بن يحيى أنها يعملان علينا في هذا الأمر.
فقال له عبد الملك: قد علم الأمير ما بيني وبين يحيى من التباعد، ولكني لا أقول إلا الحق: ليس يجيء من عند يحيى إلا ما يجيء مني، فمكانه من الدين مكانه، وكل
1 / 195