٨٨ - وأخبرنا شيخنا الإمام أبو المظفر بقراءتي عليه قلت له: أخبركم أبو القاسم محمود بن علي النسفي قراءةً عليه، أنبأ الإمام أبو حفص عمر بن محمد النسفي الحافظ، أنبأ أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد السمرقندي الحافظ، أنبأ أبو العباس جعفر بن محمد المستغفري، أنبأ أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم التركاني (^١)، أنبأ أبو صالح خلف بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الخيام الحافظ، ثنا خلف بن سليمان، ثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، ثنا مروان بن جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب أبو عمرو قال: حدثني حميد بن معاذ السكري، حدثني أبو عبد الرحمن مدرك بن عبد الرحمن، ثنا الحسن بن ذكوان، عن الحسن بن أبي الحسن البصري، عن سمرة بن جندب، عن كعب الإحبار قال: بعث الله الأنبياء كلهم، كان آدم رجلًا طويلًا كان طوله في السماء ستين ذراعًا، وذكر الحديث إلى قوله، كان يحيى بن زكريا نبي الله صلوات الله عليه سيدًا وحصورًا وذلك أنه كان لا يقرب النساء ولا يشتهيهن وكان شابًا حسن الوجه والصورة جيد الخلق قليل الشعر قصير الأصابع طويل الأنف أقدر الحاجبين رقيق الصوت كثير العبادة قويًا على طاعة الله، وكان قد شاد الناس بعبادة ربه وطاعته، فحسدته امرأة الملك التي كان في زمانه وكان يحيى من أحسن رجل في زمانه وأجمله، فأرسلت إليه امرأة الملك تراوده عن نفسه، فأرسل إليها يحيى أنه لا علم لي بالنساء، والملك أحق أن يطأ فراشه مني، فلما انتهى إليها الرسول عغضبت، وقالت: كيف لي أن أقتله، ولا يخبر الناس أني راودته عن نفسه، فأرسلت إليه إنك لم تؤاتيني في الذي أردت أني ملتمسة هلاكًا، فأرسل إليها إني إن ألقى ربي بديني أحب إلي من أن يحال بيني وبين ربي أن أنظر إلى الله من أجلك، قال: وكانت قد عشقت يحيى وأحبته حبًا شديدًا، فلم تزل بالملك حتى وهب لها رأس يحيى، فأرسلت إليه وهو قائم يصلي في محراب داود في بيت المقدس
_________
(^١) مرسومة هكذا بالأصل وهو (أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم البزاز البخاري)
1 / 66