============================================================
نور الدين الصابوني يونس ظهر له في مقام1 نبوته ما أوجب له مفارقة قومه فاكتفى بذلك، وخرج ولم ينتظر للرسالة. ولكن المتأخرين من أصحابنا لم يعتمدوا عليه، فإن ما ظهر في مقام النبوة إن كان حقا وصوابا فلا يجوز العتاب من الله تعالى على ما هو الحق والصواب. وإن كان باطلا وخطأ لا يجوز من النبي ظيل أن يرى الباطل حقا والخطأ صوابا في مقام النبوة. فآما الاجتهاد من الأنبياء جائز، والخطأ منهم في الاجتهاد جائز مع التدارك من الله تعالى متى أخطا1 بإظهار الصواب عقيب ذلك؛ حتى قال بعض الحكماء: إن يونس صلوات الله عليه أصاب الغضب ولم يصب بالغضب.
ومعناه أنه أصاب في غضبه لله تعالى ولحمية دينه ولكن لم يصب في غضبه بالذهاب عن قومه، وهو معنى قوله تعالى: إذ ذهب مغضبا،، أي مغاضبا لقومه فإنه غضب لله تعالى على قومه. وقيل: مغاضبا للملك الذي كان في ذلك الوقت. ويجوز أن يكون مغاضبا لما رأى نفسه مقصرا في تبليغ الرسالة والاجتهاد في الدلالة، فأزرى بنفسه فاكرمه الله تعالى بأن جعل خلاصه5 من سبب الهلاك. كما خكي عن أبي حمزة الخراساني [أنه] قال: وقعث في طريق الحج في البادية في بثر وكانت ليلة مظلمة، فكدث أن أصيح) ثم قلث: والله لا أستغيث بغير الله. فجاء رجلان وقالا: نشد رأس هذا البثر حتى لا يقع فيه إنسان.8 فنازعثني ا(83و) نفسي أن أصيح،9 ثم قلث: إلى من هو أقرب منهما. فسذا11 وطما11 رأس البثر.
2م: فخرج ال: من مقام سورة الأنبياء، 87/21.
43- متى أخطا.
خلاصة: هو أيو حمزة محمد بن ميمون الخراساني. يقال إن أصله من نيسابور من محلة ملقاباد.
صحب مشايخ بغداد. وهو من أقران الجنيد . وسافر مع أبي تراب النخشبي وأبي سعيد الخراز. وكان من افتى المشايخ وأدينهم وأورعهم. توفي سنة 290ه/903م. انظر: الطبقات الكبرى للشعراني، 102/1؛ وجامع كرامات الأولياء للمنبهاني، 449/1.
8ل: لا يقع في إنسان: م: فكدت آصيح ال وسرت؛م: فسد: 9م: نفسي أصيح 11 م - وطما. طم الشيء وعليه يطم طما: غمره وغطاه.
مخ ۱۷۳