وقال آخر:
ولو كانَ للشّكرِ شخصٌ يب ... ينُ إذا ما تأملهُ النَّاظرُ
لمثلتهُ لك حتَّى تراهُ ... لتعلم أنِّي امرؤٌ شاكرُ
ولكنَّهُ ساكنٌ في الضَّمير ... يُحركهُ الكلم السَّائرُ
وقال البحتري:
كلَّما قلتُ أيبس المحلُ أرضي ... وليتني غمامةٌ منهُ تهمي
وقال أبو تمام الطائي:
يا منةَ لك لولا ما أُخفّفها ... بهِ من الشكرِ لم تُحملْ ولم تُطقِ
بالله أدفعُ عني ثقل فادحها ... فإنني خائفٌ منها على عُنقي
قال أبو نواس الحكميّ:
قد قلتُ للعباسِ معتذرًا ... من ضعف شكريهِ ومعترفا
أنت امرؤٌ أوليتني نِعمًا ... أوهتْ قوى شكري فقد ضعفا
لا تُسدينَّ إليَّ عارفةً ... حتَّى أقومَ بشكرِ ما سلفا
وقال أبو العيناء:
شُكركَ معقودٌ بإيمانِ ... حكّمَ في سرّي وإعلاني
عقدُ ضميرٍ وفمٍ ناطقٍ ... وفعلُ أعضاءٍ وأركانِ
وقال إبراهيم بن المهدي:
ما زلتُ في سكرات الموت مُطَّرحًا ... ضاقتْ عليَّ وجوهُ الأمر والحيَلِ
فلم تزلْ دائبًا تسعى لتنقذني ... حتَّى اختلستَ حياتي من يديْ أجلي
وقال أبو دهبل الجمحيّ:
وكيف أنساكَ لا نُعماك واحدةٌ ... عندي ولا بالذي أوليتَ من قِدمِ
1 / 81