118
على أنهم شمطٌ كأنَّ لحاهمُ ... لحاءُ تيوسٍ حليت عن مناهلِ دريد بن الصمة وقال دريد بن الصمة الجشمي من جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن يرثي عبد الله أخاه وقتله بنو عبس: أرثَّ جديدُ الحبلِ من أمَّ معبدِ ... بعاقبةٍ وأخلفت كلَّ موعدِ وبانت ولم أحمد إليكَ نوالها ... ولم ترجُ فينا ردةَ اليومِ أو غدِ كأنَّ حمولَ الحيِّ إذ تلعَ الضحى ... بناصفةِ السحناءِ عصبةُ مذودِ أو الأثأبُ العمُّ المحزمُ سوقهُ ... بشابةَ لم يخبط ولم يتعضدِ أعاذلَ مهلًا بعضَ لومكِ واقصدي ... وإن كانَ علمُ الغيبِ عندكِ فارشدي وقلتُ لعارضٍ وأصحابِ عارضِ ... ورهطِ بني السوداءِ والقومُ شهدي وقلتُ لهم إنَّ الأحاليف أصبحت ... مطنبةٌ بينَ الستار وثهمدِ علانيةً ظنوا بألفي مدحجٍ ... سراتهم في الفارسي المسردِ ولما رأيتُ الخيلَ قبلًا كأنها ... جرادٌ تباري وجهةَ الريحِ مغتدِ أمرتهمُ أمري بمنعرجِ اللوى ... فلم يستبينوا النصحَ إلا ضحى الغدِ فلما عصوني كنتُ منهم وقد أرى ... غوايتهم وأنني غيرُ مهتدي وهل أنا إلاَّ من غزيةَ إن غوت ... غويتُ وإن ترشد غزيةُ أرشدِ دعاني أخي والخيلُ بيني وبينهُ ... فلما دعاني لم يجدني بقعددِ أخي أرضعتني أمهُ بلباتها ... بثديِ صفاءٍ بيننا لم يجددِ فجئتُ إليهِ والرماحُ تنوشهُ ... كوقعِ الصياصي في النسيجِ الممددِ وكنتُ كأمِّ البوِّ ريعت فأقبلت ... إلى جلدٍ من مسكِ سقبٍ مقددِ فطاعنتُ عنهُ الخيلَ حتى تنهنهت ... وحتى علاني حالكُ اللونِ أسودِ قتالَ امرئٍ آسى أخاهُ بنفسهِ ... ويعلمُ أنَّ المرءَ غيرُ مخلدِ تنادوا فقالوا أردتِ الخيلُ فارسًا ... فقلتُ أعبدُ اللهِ ذلكمُ الردي فإن يكُ عبدُ اللهِ خلى مكانهُ ... فما كانَ وقافًا ولا طايشَ اليدِ ولا برما إذا الرياحُ تناوحت ... برطبِ العضاهِ والهشيمِ المعضدِ كميشُ الإزارِ خارجٌ نصفُ ساقهِ ... صبورٌ على العزاءِ طلاعُ أنجدِ قليلٌ تشكيهِ المصيباتِ حافظٌ ... من اليوم أعقابَ الأحاديثِ في غدِ إذا هبطَ الأرضَ الفضاءَ تزينت ... لرؤيتهِ كالمأتمِ المتبددِ وكنتُ كأني واثقٌ بمصدرٍ ... يمشي بأكنافِ الخبيبِ بمشهدِ وهونَ وجدي أنني لم أقل لهُ ... كذبتَ ولم أبخل بما ملكت يدي وغارةِ بينِ الليلِ واليومِ فلتةٍ ... تداركتها ركضًا بسيدٍ عمردِ سليم الشظا عبلِ الشوى شنجِ النسا ... طويلِ القرى نهدٍ أسيلِ المقلدِ يفوتُ طويلَ القومِ عقدُ عذارهِ ... منيفٍ كجذعِ النخلةِ المتجردِ فإن تمكنِ الأيامُ والدهرُ تعلموا ... بني قاربٍ أنا غضابٌ بمعبدِ وقال دريد أيضًا: هل مثلُ قلبكَ في الأهواءِ معذورُ ... والشيبُ بعدَ شبابِ المرءِ مقدورُ قد خفَّ صحبي وأشكوني وأرقني ... خودٌ ترببها الأبوابُ والدورُ لما رأيتُ بأن جدوا وشيعني ... يومَ الصبابةِ والمنصورُ منصورُ واكبتهم بأمونٍ جسرةٍ أجدٍ ... كأنها فدنٌ بالطينِ ممدورُ وجناءَ لا يسأمُ الإيضاعَ راكبها ... إذا السرابُ اكتساهُ الحزنُ والقورُ كأنها بينَ جنبي واسطٍ شببٌ ... وبينَ ليانَ طاوي الكشحِ مذعورُ يا آلَ سفيانَ ما بالي وبالكمُ ... أنتم كثيرٌ وفي الأحلامِ عصفورُ إذا غلبتم صديقًا تبطشونَ بهِ ... كما تهدمُ في الماءِ الجماهيرُ وأنتمُ معشرٌ في علوكم شنجٌ ... بزخُ الظهورِ وفي الأستاهِ تأخيرُ يا آلَ سفيانَ إني قد شهدتكمُ ... أيامَ أمكمُ حمراءُ مئشيرُ هلاَّ نهيتم أخاكم عن سفاهتهِ ... إذ تشربونَ وغاوي الخمرِ مزجورُ لن تسبقوني ولو أمهلتكم شرفًا ... عقبي إذا أبطأ الفحجِ اليحاميرُ إلى الصراخِ وسربالي مضاعفةٌ ... كأنها مفرطٌ بالسيءِ ممطورُ بيضاءُ لا ترتدى إلا على فزعٍ ... من نسجِ داوودَ فيها السكُ مقتورُ قد علمَ القومُ إني من سرانهم ... إذا تقلصَ في البطنِ المذاكيرُ

1 / 118